في جوار النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين: فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي
بقلم رافع ابن عاشور - بانتقال فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي إلى الرفيق الأعلى ينطفئ جيل من المشائخ الأجلاء بالجامعة الزيتونية، ومن العلماء الإعلام الذين أدوا الرسالة التربوية وحفظوا الأمانة العلمية وحافظوا على أسس المدرسة الزيتونية التونسية.
إن الراحل الكريم هو ثالث ثلاثة من أقران الدراسة بالجامع الأعظم ممن تتلمذوا على نفس المشائخ من أمثال شيخ الإسلام محمد العزيز جعيط (مفتي الجمهورية من 1956 إلى 1960) والشيخ محمد الفاضل ابن عاشور (مفتي الجمهورية من 1961 إلى 1970) والشيخ محمد المستيري والشيخ محمد المختار بن محمود والشيخ محمد العربي الماجري وغيرهم، ثم أصبحوا من بعد ذلك من المدرسين الزملاء الذين تولوا مهامهم، بداية بالفروع الزيتونية المنتشرة بالبلاد التونسية طبقا للسياسة الإصلاحية لشيخ الجامع الأعظم، الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، ثم بعد الاستقلال بالجامعة الزيتونية واخيرا بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، وهم أيضا من الأصدقاء الحميمين الذين تداولوا الواحد تلو الآخر على تقلد خطة مفتي الجمهورية التونسية. هؤلاء الثلاثة هم المنعمون:
- الشيخ محمد الحبيب بلخوجة، مفتي الجمهورية من 1976 إلى 1984 ثم
- راحلنا الشيخ محمد المختار السلامي الذي تولى الإفتاء من 1976 إلى 1998 وأخيرا
- الشيخ كمال الدين جعيط الذي تولى الخطة من 1998 إلى 2008.
لقد شاء القدر أن يكون لهؤلاء الأقران الثلاثة نفس المسار العلمي والتربوي والمهني وأن تجمع بينهم وبين أقران آخرين لهم صداقة دامت لعشرات السنين كانوا يتلاقون بانتظام ببيت أحدهم ويتدارسون العلم ويتبادلون الآراء ويمزحون إلى أن تحولت الصداقة إلى أخوة في الله.
وقد تشرفت بمعرفة الفقيد العزيز والالتقاء به مرارا عديدة سواء في مجالسه مع أقرانه أو بجامع السلام بمميتوال فيل أو بديوان الإفتاء و كان آخر عهدي به في موكب جنازة خالي الشيخ كمال الدين جعيط يوم 22 ديسمبر 2012 بمقبرة الزلاج حيث قدم لوداع رفيقه وتقديم العزاء للعائلة.
وبوفاة الشيخ محمد المختار السلامي يكون هذا الجيل من المشائخ قد انطفأ نهائيا وعزاؤنا فيهم اليوم أن نرى أحد تلامذتهم، الشيخ عثمان بطيخ، يواصل المسيرة كمفت للجمهورية على درب أسلافه برد الله ثراهم وأسكنهم فراديس جنانه مع الذين انعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
رافع ابن عاشور
- اكتب تعليق
- تعليق
الرجاء تصويب تاريخ تولًي المرحوم الشيخ السلامي الإفتاء ، والأرجح أنه كان سنة 1984، فقد عرفته في مطلع الثمانينات(82-84) زميلا في تفقد التعليم الثانوي. تقبله الله بواسع الرحمة والرضوان والمغفرة. شكرا.