القمة السابعة لندوة طوكيو الدولية : محاورها والمشاركة التونسية فيها
تنعقد القمة السابعة لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في إفريقيا (التيكاد) من 28 إلى 30 أوت 2019 بمدينة يوكوهاما اليابانية، بمشاركة البلدان الإفريقية الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. ومن المنتظر أن تشهد هذه القمة مشاركة إفريقية متميزة وعلى أعلى مستوى. وستكون قمة اقتصادية بامتياز بمشاركة القطاع الخاص الياباني وستدور أشغالها حول ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بتسريع التحول الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار وكذلك بناء مجتمعات مستديمة وتكريس أسس الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية. ومن المنتظر أن تشارك فيها ما يفوق الأربعين دولة إفريقية، من بين 54 دولة عضو، على مستوى رئيس دولة أو رئيس حكومة، من بينها مصر والسنغال والكاميرون وغانا والبنين وبوركينافاسو ومالي والغابون والتشاد وجنوب إفريقيا وكذلك الجزائر.
تجدر الإشارة إلى أنّ حضور القطاع الخاص الياباني في قمة التيكاد ما انفكّ يتعاظم،حيث شهدت الندوة السادسة التي انعقدت بنيروبي سنة 2016، مشاركة حوالي 80 شركة يابانية تمثل ميادين مختلفة تتعلق بالبنية التحتية (15 شركة) والمواد الفلاحية والغذائية (9 شركات) والتجارة والاستثمار (33 شركة) والبيئة (9 شركات) والصحة (21 شركة). ومن المنتظر أن يتضاعف هذا العدد في القمة السابعة بيوكوهاما التي ستكون قمة اقتصادية بامتياز (Business Summit)، حيث ستشهد 150 تظاهرة موازية من بينها:
- ندوة حوارية وزارية حول العلوم والتكنولوجيا والتجديد (Science, Technology andInnovation/STI) وكذلك ورشة عمل حول منتدى "العلوم والتكنولوجيا في المجتمع" (Sience and Technology in Society /STS Forum).وهما تظاهرتان تنظّمهما وزارة التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية يوم 28 أوت 2019 بيوكوهاما بمشاركة الوزراء الأفارقة المعنيين.
- مائدة مستديرة وزارية حول تنظّمها وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية يوم 28 أوت 2019 بيوكوهاما تحت عنوان "تكنولوجيات المعلومات والاتصال في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستديمة في إفريقيا".
- الدورة الثانية لندوة القطاعين العام والخاص حول البنية التحتية عالية الجودة بين اليابان وإفريقيا، تُنظّمها وزارة التهيئة الترابية والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية يومي 27 و 28 أوت 2019 بمشاركة 14 دولة إفريقية من بينها تونس ومصر والمغرب والكوت ديفوار وأثيوبيا وغانا.
- منتدى اقتصادي ياباني-إفريقي بتنظيم من المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO) بمشاركة 150 شركة يابانية مختصة في جميع المجالات الاقتصادية: يوم 29 أوت 2019.
ندوة طوكيو الدولية للتنمية بافريقيا(TICAD) ، هي منتدى سياسي واقتصادي دولي بادرت إلى تنظيمه اليابان غداة الحرب الباردة سنة 1993 من أجل تحقيقي هدفين أساسيين يتمثلان في تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين إفريقيا وشركائها في المجال التنموي وحشد الدعم اللازم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية.
ويلتئم هذا المنتدى بالشراكة مع مفوضية الإتحاد الإفريقي ومكتب المستشار الخاص لشؤون إفريقيا التابع للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (PNUD)والبنك الدولي.
وقد تقرر منذ ندوة التيكاد الخامسة المنعقدة سنة 2013 بمدينة يوكوهاما اليابانية الاتفاق على صيغة التناوب بين اليابان وإفريقيا في تنظيم قمة التيكاد مرة كل ثلاث سنوات، وعلى هذا الأساس انعقدت القمة السادسة في أوت 2016 بالعاصمة الكينية نيروبي وستنعقد القمة الثامنة سنة 2022 ببلد افريقي.
وقد جدّد رئيس الوزراء الياباني خلال قمة تيكاد 6 (نيروبي 2016) التزام اليابان إزاء إفريقيا والتأكيد خاصة على عنصر الجودة في عديد القطاعات من ذلك قطاع البنية التحتية، حيث أكّد مثلا على إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا اليابانية في مجال توليد الطاقة الجيوحرارية. وتُركز اليابان على عامل الجودة لترسيخ مكانتها في السوق الإفريقية وتمييز العرض الذي تقدمه عن جارتها الصين المنافسة لها. وقد أعلن رئيس الوزراء الياباني في الجلسة الافتتاحية لهذه القمة عن جملة من التعهُّدات لفائدة القارة الإفريقية تتمحور حول النقاط التالية:
- القيام باستثمارات بقيمة 30 مليار دولار خلال السنوات 2016-2019 من قبل القطاعين العام والخاص من أجل تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية، بالاضافة إلى مشاريع في مجال الطاقة.
- إنشاء منتدى اقتصادي ياباني إفريقي للقطاعين العام والخاص، وقد عقد دورته الأولى في ماي 2018 بجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا.
- تدريب حوالي 1500 إطار إفريقي في إطار مبادرة « Africain Business Education Initiative for Youth/ABE initiative والمساعدة على تدريب 30.000 مهندس وتقني سامي للمساهمة في تركيز دعائم الصناعة في البلدان الإفريقية.
- الالتزام بتدريب 20.000 من المهنيين في قطاع الصحة لمجابهة الأمراض المُعدية،إضافة إلى إنشاء صندوق بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز الأنظمة الصحية في إفريقيا بدعم من البنك الدولي.
- السعي لإدخال مفهوم الــ KAIZEN الذي يقوم على مبادئ ومفاهيم مُبتكرة لتحسين الانتاج بشكل مستمر.
وبالرغم من الاهتمام المتزايد لليابان بإفريقيا، تبقى التعهدات والوعود اليابانية دون مستوى انتظارات القارة من مسار الشراكة مع اليابان خاصة في ظل التنافس القوي من قبل دول آسيوية أخرى وأهمها الصين والهند وكوريا الجنوبية، حيث لا تزال الموارد والاعتماداتاليابانية المخصصة لإفريقيا محدودة علاوة على استفادة بعض الدول الإفريقية أكثر من غيرها من الشراكة الإفريقية اليابانية. فعلى صعيد المبادلات التجارية سنة 2015 مثلا، لم يتجاوز حجم التبادل التجارية بين اليابان وإفريقيا 24 مليار دولار في حين فاق حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا 179 مليار دولار، (أي بنسبة 13%).
تونس ومسار التيكاد
حرصت تونس منذ انطلاق ندوة طوكيو الدولية للتنمية حول إفريقيا على الحضور والمشاركة الفاعلة في كل قممها وفي كامل الاجتماعات التحضيرية واجتماعات المتابعة سواء في طوكيو أو في عديد البلدان الإفريقية. وعملت تونس خلال هذه المشاركات على الإسهام الفاعل في تجسيم مبادئ الشراكة الناجعة بين إفريقيا واليابان وتكريس مقوّمات التضامن الدولي من أجل التنمية في القارة الإفريقية، والتأكيد بالخصوص على استعداد تونس لوضع خبراتها وتجاربها على ذمة البلدان الإفريقية في إطار التعاون الثلاثي.
كما حرصت تونس على المشاركة في التيكاد على أعلى مستوى ممكن، وذلك على مستوى الوزير الأول بالنسبة للقمة الثالثة سنة 2003 بطوكيو والقمة الرابعة سنة 2008 بيوكوهاما وعلى مستوى رئيس الجمهورية بالنسبة للقمة الخامسة سنة 2013 بيوكوهاما. أما بالنسبة للقمة السادسة التي انتظمت لأول مرة بالقارة الافريقية وذلك بالعاصمة الكينية نيروبي سنة 2016، فقد مثل تونس فيها السيّد كمال العكروت، المستشار الأوّل لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأمن القومي، وذلك نظرا لتزامن فترة انعقادها مع تغيير الحكومة في تونس في سبتمبر 2016.
وزير الشؤون الخارجية يمثّل تونس في القمة السابعة
سيترأّس السيد خميّس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية الوفد التونسي الذي سيشارك في أشغال هذه القمة ومختلف التظاهرات الاقتصادية الموازية.وعلاوة على المشاركة في اجتماعات القمة التي ستتناول مواضيع حيوية تتعلق بتسريع التحول الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار وكذلك بناء مجتمعات مستدامة وتكريس أسس الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، سيكون للوزير عدد من الأنشطة منها لقاء مع نظيره الياباني ومستشار الوزير الأول الياباني وكذلك الوزير الأول الأسبق ورئيس اللجنة المنظمة للألعاب الأولمببية والبارلمبية طوكيو 2020. كما سيكون للجهيناوي لقاءات مع كل من رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الخارجي (JICA) ونائب رئيس البنك الياباني للتعاون الدولي (JBIC) ورئيس المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO).
كما يترأّس أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي-الياباني، الذي ستُنظّمه سفارة تونس بطوكيو يوم 29 أوت 2019 بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) ومكتب منظمة الأمم المتحدة التنمية الصناعية بطوكيو (UNIDO) والمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO) والبنك الياباني للتعاون الدولي (JBCI).وسيشارك في هذا المنتدى، من تونس، كل من المدير العام لوكالة النهوض بالاستثمارات الخارجية (FIPA) والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA)، ومن الجانب الياباني ممثل عن الـJICA ومدير الـــUNIDO. ويهدف البرنامج إلى الترويج لفرص الأعمال والاستثمار في تونس وربط الصلة مع الشركات اليابانية المهتمة بالسوق التونسية، وكذلك استكشاف فرص ومشاريع للتعاون الثلاثي مع البلدان الافريقية.
ويجري خميّس الجهيناوي من جهة أخرى لقاء مع السيدة Fumiko HAYASHI رئيسة بلدية يوكوهاما، المدينة التي تحتضن قمة التيكاد والتي تربطها علاقات تعاون وثيقة مع تونس حيث تم إمضاء اتفاقية تعاون معها لاحتضان الوفد الأولمبي والبارالمبي التونسي بمناسبة الألعاب الأولمبية والبارلمبية طوكيو 2020.
ويقدّم الوزير علاوة على ذلك محاضرة خلال ندوة تنظمها السفارة بالتعاون مع المعهد الياباني لبحوث الشرق الأوسط بمقر النادي الوطني الياباني للصحافة ويلتقي متطوعي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بمقر السفارة وأفرادا من الجالية التونسية المقيمة باليابان ويمضي مذكرة تعاون بين تونس واليابان في مجال البنية التحتية ذات الجودة (Quality Infrastructures).
- اكتب تعليق
- تعليق