عبد الكريم الزبيدي: العناية المتواصلة بالمنشآت التعليمية والتكوينية العسكرية من أولويات القيادة (ألبوم صور)
أكّد السيد عبد الكريم الزبيدي أنّ العناية المتواصلة بالمنشآت التعليمية والتكوينية أولوية من أولويات القيادة، ملاحظا أنّه تمّ في هذا الإطار إنجاز دراسة وتقييم شاملين للأكاديمية العسكرية لبلورة مشروع متكامل العناصر يرتقي بهذه المؤسسة التعليمية العسكرية إلى مستويات رفيعة في التكوين لتكون مرجعا في بناء العقيدة العسكرية لدى الضابط القائمة على حبّ الوطن ونكران الذات والحياد وقيم الدّولة المدنية الديمقراطية والنظام الجمهوري.
وأشار الوزير لدى إشرافه على اختتام السنة التكوينية بالأكاديمية العسكرية إلى أنّ انفتاح مؤسسات التعليم العالي العسكري على الجامعات الوطنية والأجنبية، والاستفادة من تجاربها، والتفاعل مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي والوعي العميق بأهمية التحدّيات الأمنية، أمر ضروري، لضمان إشعاع الأكاديمية العسكرية في مجالي التكوين والبحث، مثمّنا في هذا السياق حرص الأكاديمية العسكرية على دعم التعاون مع نظيراتها الوطنية والأجنبية.
وحثّ السيد عبد الكريم الزبيدي العسكريين على ملازمة اليقظة والانضباط في هذه المرحلة الدقيقة للمساهمة في ضمان عوامل تحقيق الأمن بالبلاد واستقرارها ورفع التحديات الأمنية وخاصة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي للتهريب والأنشطة غير الشرعية والاستعداد المحطّات الوطنية القادمة بمختلف مظاهرها السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
كلمة وزير الدفاع الوطني
أودّ في البداية، أن أترحّم على أرواح شهداء تونس من العسكريين، الذين ضحّوا بأنفسهم فداء للوطن ونسأل الله العلي القدير أن يسكنهم فراديس جنانه وأن يرزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان وأن يعجّل بشفاء جرحانا الذين أصيبوا أثناء التصديللعمليات الإرهابية والقيام بواجبهم المقدس.
كما أتقدم بمناسبة الذكرى 63 لانبعاث الجيش الوطني بأحر التهاني لكافّة العسكريين وأعبر لهم عن تقديرنا العميق لما يتحلّون به من انضباط والتزام ولما يبذلونه من جهود وتضحيات جسام في سبيل الحفاظ على مناعة تونس وحمايتها من المخاطر والتهديدات: من إرهاب وجريمة منظمة وتهريب وهجرة غير شرعية.
يسعدني أن أشرف على حفل اختتام السنة التكوينية بالأكاديمية العسكرية وأن أرحب بممثلي وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة المالية،وبكل الضيوف. كما أثمّن حرصهم على التعاون مع وزارة الدفاع الوطني، في إطار تكريس معاني الدفاع والأمن الشامل دعما لمناعة بلادنا وسيادتها.
ويسرّني بالمناسبة، أن أهنّئ خرّيجي دورة حميدة الفرشيشيالمتحصلين على الشهادة الوطنية لمهندس، والشهادة الوطنية لماجستيرالبحث في العلوم القانونية والتصرّف والشهادة الوطنية للماجيستير المهني في العلوم العسكرية، وكذلك المرتقين إلى رتبة ملازم دورة الشهيدالرائد فوزي الزيّاتي بعد حصولهم على شهادة ضابط.
كما أخصّ بالتهاني التلامذة الضباط من البلدان الإفريقيّة وهي: التشاد والكامرون والنيجر والكوت ديفوار بمناسبة نجاحهم وعلى ثقة قياداتهم في الأكاديميّة العسكريّة التونسية. ولا شكّ أنّ الضباطالضّيوف والدّارسين اليوم، هم ضبّاط القادة في المستقبل ببلدانهم وسيعملون على مزيد دعم هذا التعاون وتطويره، وهو ما نعتبرهاستثمارًا بشريّا سيعود بالنفع على الجميع.
كما أتوجّه بالشكر والتقدير إلى الأساتذة والإطارات العسكرية والمدنية من مدرّسين ومؤطّرين ومسيّرين الذين سهروا على تكوين الدارسين وإعدادهم للحياة العسكرية.
ولا يسعني إلا أن أشيد أيضا بمجهودات عائلات التلامذة الضباط الّذين وفروا عوامل النجاح لأبنائهم بحسن التأطير والإحاطة المتواصلة.
كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى السادة الضباط المتقاعدين الّذين تولوا إدارة هذه المؤسسة العريقة وعملوا على تطويرها وضمان إشعاعها في الداخل والخارج، ممّا جعلها تواصل اليوم مساهمتها في تنمية الموارد البشرية الوطنية بتكوين جيل جديد من الضباط وفق أحدث مناهج التكوين والبرامج المتلائمة مع حاجيات المؤسسة العسكرية والهياكل الأخرى ذات الصلة.
حضرات السيدات والسادة،
إنّ العناية المتواصلة بالمنشآت التعليمية والتكوينية أولوية من أولويات القيادة. وفي هذا الإطار تم إنجاز دراسة وتقييم شاملين للأكاديمية العسكرية لبلورة مشروع متكامل العناصر يرتقي بهذهالمؤسسة التعليمية العسكرية إلى مستويات رفيعة في التكوين لتكون مرجعا في بناء العقيدة العسكرية لدى الضابط القائمة على حب الوطن ونكران الذات والحياد وقيم الدّولة المدنية الديمقراطية والنظام الجمهوري.
وضمن هذا المشروع الواعد واعتبارًا لأهمية البنية الأساسية في تحسين مستوى العيش والخدمات والتدريب والدّراسة فقد تمّ تخصيص 28 هكتارًا لإقامة عدّة مباني.
- أوّلا، إقامة مبنى سكني جديد يحتوي على ثلاثة عمارات ويتسع لـ328 تلميذ ضابط سيكون جاهزا للاستغلال في جانفي 2020، فضلا عن مواصلة إعادة تهيئة المباني القديمة وإعادة تهيئة المباني السكنية الخاصة بمختلف الأصناف الضباط وضباط الصف ورجال الجيش ومدّ شبكات الطرقات والتطهير والتنوير والسّور الخارجي والتي أوشكت جلّ هذه المشاريع على نهايتها وقد بلغت كلفتها ما يناهز 28 م.د.
- ثانيا، إقامة مبنى تعليم جامعي في إطار التعاون الدولي مع ألمانيا الفيدراليّة. ويتكون هذا المبنى من:
- 50 قاعة تدريس ومدرجين (2) وقاعة عرض مشاريع وأربعة قاعات وحدات بحث و26 مخبرا منها 4 للغات و6 للإعلامية و16 مخبر تقني. بالإضافة إلى ورشة إلكتروميكانيك وقاعة أنترنات وقاعة اجتماعات متعدّدة الاختصاصات و3 قاعات نوادي وإذاعة محلية ومطبعة ومكتبة جامعية.
وأغتنم هذه الفرصة لأجدّد شكرنا للجانب الألماني لدعمه لهذا المشروع بقيمة تناهز 35 مليون دينار. وقد توليت منذ حين وضع حجر الأساس بمعية سعادة سفير ألمانيا الفيدرالية بتونس، على أن تنطلق الأشغال بداية من يوم غد.
- ثالثا، وفي إطار دعم البنية الأساسية الإدارية والرياضية، سيتم إنجاز مقرّ جديد للقيادة ونادي للضباط وقاعات رياضة متعدّدة الإختصاصات ومسبح مغطى واقتناء التجهيزات والمعدّات اللازمة بالاعتماد على إمكانياتنا الذاتية وفي إطار التعاون الدولي بكلفة جملية تناهز 60 مليون دينار.
وأغتنم هذه المناسبة، لأوصيكم بضرورة حسن توظيف الاعتمادات وضمان التنفيذ لهذه المشاريع مع المتابعة والتقييم وتدارك النقائص.
وعلى صعيد آخر وارتقاء بالتكوين للرفع من القدرات الأكاديمية والتكتيكية للتلميذ الضابط، فإنّ القائمين عليه، بصدد مراجعة المنظومة التكوينية لمسارات الهندسة والعلوم القانونية والتصرف، بما يستجيب إلى تطلعات القوات المسلحة من جهة وضوابط التكوين للحصول على شهائد جامعية معترف بها على المستويين الوطني والدولي من جهة أخرى.
كذلك وفي إطار التعاون الدّولي وضمن برامج الانفتاح والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة أدعوكم إلى مزيد الاستئناس بمختلف الخبرات الأجنبيّة لتطوير برامج ومناهج التعليم بالمدارس العسكرية بمختلف مستوياتهم.
وبحكم أنّ اللّغات الأجنبية تمثل عنصرا أساسيا في التواصلالعلمي والمعرفي والتقني، أدعوكم إلى مزيد إيلاء هذا الموضوع العناية اللّازمة بالاستئناس بتجارب الجيوش الأجنبية.
وفي مجال البحث العلمي، وفي نطاق إعادة هيكلة وحدات البحث والارتقاء بها إلى مستوى مخابر بحث، فقد تمت المصادقة على إحداث مخبرين:
- الأوّل يهتم بميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصالات للدفاع، ويهدف إلى تطوير حماية الأنظمة المعلوماتية وإعداد التطبيقات.
- أما المخبر الثاني فهو يتعلق بمجال الباليستيك.
وفي إطار التشجيع على البحث العلمي على مستوى الضباط الشبان المتخرجين من الأكاديمية العسكرية، فقد أذنّا برصد جوائز لأحسن مشاريع البحث وختم الدروس وذلك في إطار التحفيز على مزيد بذل الجهد في المجال والتنسيق بين مختلف مؤسسات التعليم العالي والإدارات المعنية مع دعوتنا إلى تثمين البحوث المنجزة.
حضرات السيدات والسادة،
إنّ انفتاح مؤسسات التعليم العالي العسكري على الجامعات الوطنية والأجنبية، والاستفادة من تجاربها، والتفاعل مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي والوعي العميق بأهمية التحدّيات الأمنية، أمر ضروري، لضمان إشعاع الأكاديمية العسكرية في مجالي التكوين والبحث.
وأثمّن في هذا السياق حرص الأكاديمية العسكرية على دعم التعاون مع نظيراتها الوطنية والأجنبية مثل المدرسة التونسية للتقنيات،والمدرسة الوطنية للمهندسين، والمدرسة العليا للاتصالات بتونس، والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بنابل، بالإضافة إلى مدارس البلدان الصديقة على غرار المدرسة الوطنية للتقنيّات المتقدمة بباريس، والمدرسة الخاصة العسكرية الفرنسية، والمدرسة الملكية العسكرية ببروكسال ببلجيكا.
وبهذه المناسبة ندعو إلى مزيد الاستفادة من هذه الشراكة بتبادل الأساتذة والخبرات وإنجاز مشاريع ختم الدراسة لبعض التلامذة الضباط المتفوقين تحت إشراف مزدوج للأساتذة المؤطرين من الجانب التونسي والأجنبي. مع العمل على أن تكون مشاريع البحث المنجزةتستجيب لحاجيات المؤسسة العسكرية بالإضافة إلى إمكانية تثمين نتائجها.
ودعما لهذا الانفتاح بالعمل على إرساء تعاون مع هياكل مماثلة، فإنّنا سننضّم قريبا إلى الجمعية الدولية للأكاديميات العسكرية التي تضمّ 149 أكاديمية. وهو هيكل دولي جديد تنشط فيه أعرق الأكاديميات على غرار الأكاديمية العسكرية الأمريكية « West Point » والمدرسة الخاصة العسكرية الفرنسية « Saint- Cyr ». وسيمكن هذا الانضمام من تبادل المعارف والكفاءات بين مختلف الأكاديميات.
أيها التلامذة الضباط،
إنّ اختياركم العمل في القوات المسلّحة وغيرها من الهياكل يضعكم في طليعة شباب تونس، لحماية الوطن والمحافظة على سيادته ودعم مناعته وتعزيز مكاسبه.
أدعوكم بالمناسبة إلى الحرص على أمن الأفراد والمنشآت والمحافظة على التجهيزات وصيانتها والحثّ بصفة متواصلة على الرفع من معنويات مرؤوسيكم ضمانا لجاهزيتهم.
كما أحثكم على ملازمة اليقظة والانضباط في هذه المرحلة الدقيقة للمساهمة في ضمان عوامل تحقيق الأمن بالبلاد واستقرارها ورفع التحديات الأمنية وخاصة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي للتهريب والأنشطة غير الشرعية والاستعداد للمحطّات الوطنية القادمة بمختلف مظاهرها السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
كما لا يفوتني في خاتمة هذه الكلمة أن أجدّد شكري لوزارات الداخلية والعدل والمالية ولأركان جيش البر على الدعم الفعّال والمتواصل لهذه المؤسّسة، متمنيا لكافة المتخرجين مزيدا من التوفيق والنجاح خدمة للوطن ودعما لمناعته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- اكتب تعليق
- تعليق