أخبار - 2019.07.04

محمد عادل شهيدة: شباب المناطق الداخلية مظلوم...وحان الوقت لإيجاد البديل

محمد عادل شهيدة: شباب المناطق الداخلية مظلوم...وحان الوقت لإيجاد البديل

في الصيف الماضي، حدثني صديق لي من ولاية القصرين عن نجاح ابنته في مناظرة البكالوريا الوطنية، حدثني عن خوفه الكبير من هذا النجاح رغم فرحه الشديد بتألق ابنته.

فقد كان له ابن في الجامعة ولم يكن قادرا على تحمّل النفقات، فما بالك بحاله اليوم وهو مدعوّ بتوفير المستلزمات والإنفاق على شابين يدرسان في الجامعة.

وبعد تهنئتي لطلاب المدارس الثانوية الذين اجتازوا هذه المناظرة، لا يسعني إلا أن أفكّر في أولئك الأولياء المطالبين بالإنفاق عليهم وتوفير مستلزمات الدراسة الجامعية لهم.

ومثلها مثل السنوات السابقة، لا بدّ أن تذكّرنا نتائج البكالوريا لهذه السنة بشدّة الأزمة التي تعيشها بلادنا خاصّة في ما يتعلّق بعدم المساواة بين الجهات والمناطق، خاصّة الداخلية منها.

فبينما تتراوح معدلات النجاح بين 45% في المناطق الساحلية و16%، لم تتجاوز نسبة النجاح في القصرين الـ7%.

وهذا لدليل واضح على مدى التهميش الذي تعاني منه المناطق الداخلية والذي استمرّ لمدّة 60 عاما.

ودعونا هنا نتذكّر معا، نداء الاستغاثة الذي أطلقه المصوّر الصحفي عبد الرزاق زرقي رحمه الله، منددا بالصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها هذه المناطق دون غيرها.

وغالبا ما ينسى رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، أن يذكرنا أنّ الـ132000 طالب المسجلين في البكالوريا هذه السنة، لا يمثلون سوى 30% من الشباب الذين من المفترض أن يجتازوا هذا الاختبار هذه السنة.

وهذا لدليل واضح أيضا على مدى حدّة وعمق أزمة الانقطاع  المبكر عن الدراسة في المناطق الداخليّة بالبلاد.

وجدير بي أن أذكّر، أنّ العديد من الشباب يعتبرون شهادة البكالوريا غير نافعة ولا تهمّهم خاصّة في ظلّ تفشّي ظاهرة البطالة في تونس.

وما أشدّ صعوبة الوضع، عندما يفقد شباب البلاد ومستقبلها الرغبة في الحلم، ويصبح طموحهم الوحيد هو مغادرة البلاد سواء كان ذلك بطرق شرعية أو غير شرعية.

فحتّى الناجحون في هذه المناظرة، غالبا ما يكون حلمهم وهدفهم الدراسة خارج أرض الوطن.

وجدير بنا أن نقول، إنّ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الخارجية قد أوردت في أحدث تقرير لها أن 27%من الشبان التونسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، والذين تمّ استطلاع آرائهم بين عامي 2007 و2013 يعتزمون مغادرة البلاد بغية الاستقرار في واحدة من الدول الأوروبية.

وهي النسبة التي اعتبرتها المنظمة الأعلى افريقيا.

كما يعتقد أكثر من 60% من الشباب الذين وقع استجوابهم أنهم قادرون على إعادة النظر في مشروع الهجرة في حال توفّر وظيفة قارة لهم في تونس.

وهنا لا بدّ أن أشير إلى أن خريطة الظلم هذه قابلة للتكرار في جميع القطاعات على غرار الصحة والصناعة والثقافة والنقل.

واعتقد أنّه حان الوقت لانهاء هذه المهزلة إذ لمن الضروري أن تعتبر هذه المسألة أولوية لدى جميع الأحزاب السياسية في البلاد، بعيدا عن الشعبوية والشعارات الفضفاضة الخالية من البرامج والرؤى الواضحة.

فإنه لضروري أن نؤمن بهم وبقدرتهم على التميز والتألق.

وها إننا اليوم بحاجة إلى مقترحات جريئة وبديل مستدام لكل الاستراتيجيات والرؤى التي وقع اعتمادها في حلّ هذه الأزمة التي تهدد حقيقة مستقبل بلادنا.

محمد عادل شهيدة

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.