أخبار - 2019.06.03

يوسف الشاهد وسباق الحواجز

 يوسف الشاهد وسباق الحواجز

وأخيرا وبعد طول تفكير واستشارة مقربيه قرّر يوسف الشاهد المسك بدواليب حركة "تحيا تونس" التي لا يخفى على الجميع أنّه كان وراء تأسيسها. أشغال المجلس الوطني الأول للحركة تحيا تونس المنعقد ليلة السبت الماضي والذي حضره نواب كتلة الائتلاف الوطني كانت لحظة فارقة في تاريخ هذا الحزب الوليد إذ انتخب يوسف الشاهد رئيسا للحزب وكمال مرجان رئيسا لمجلسه  الوطني . كما تمّ انتخاب بقية العناصر المهيكلة للحزب خاصة بعد توقيع وثيقة الانصهار بين حركة "تحيا تونس" وحزب المبادرة الدستورية الديمقراطية.

وقد انطلق المجلس في أعماله بالمصادقة على النظام الداخلي تبعا لتوصيات المؤتمر التأسيسي المنعقد في 27 افريل الماضي.

كما تمت تزكية وثيقة اندماج حزب المبادرة في حركة تحيا تونس خلال أشغال هذا المجلس.

وأعطى سليم العزابي، الأمين العام للحركة بالمناسبة إشارة انطلاق الاستشارات الجهوية للقائمات الانتخابات التشريعية المزمع عقدها أيام 14، 15 و 16 جوان الجاري بكامل تراب الجمهورية بالتنسيق مع كافّة الهياكل الجهوية لحركة "تحيا تونس".

بترأّسه حركة "تحيا تونس" يكون يوسف الشاهد قد أقرّ العزم على قيادة معركة  الاستحقاقات الانتخابية في الخريف القديم باسم حزبه، وهو ما حمل رئيس حركة النهضة راشد الغنّوشي على الإقرار خلال مؤتمر انتخاب مرشحي الحركة عن دائرة باجة للانتخابات التشريعية بإنّ المعطيات قد تغيّرت وأنّ هذا التغيير يستوجب تقييما جديدا للوضع دون الإفصاح عن موقف النهضة بخصوص اختيار مرشّحها أو بقاء يوسف الشاهد في قصر القصبة. واكتفى الغنّوشي بالقول إنّ كلّ الاحتمالات أصبحت الآن واردة.

اليوم وقد آلت إليه رئاسة "تحيا تونس" لم يبق أمام يوسف الشاهد سوى 50 يوما للنجاح في أوّل اختبار هامّ ألّا وهو تقديم قائمة مرشحي الحزب للانتخابات التشريعية القادمة بداية من 22 جويلية القادم قبل موعد فتح باب الترشّح للانتخابات الرئاسية المقرّر ليوم 3 سبتمبر المقبل. لذلك فهو في سباق لا يخلو من حواجز أوّلها اجتناب الأخطاء وثانيها إقناع التونسيين والتأثير في وجدانهم وثالثها تبوّؤ موقع متقدّم في عمليات سبر آراء الناخبين بخصوص نوايا التصويت وهو ما يتطلّب منه بذل قصور جهده لتجاوز كلّ العقبات لأنّ السعي إلى رفع التحدي قد انطلق.

إذا ما أقرّ العزم على البقاء في منصب رئيس الحكومة، فإنّه مطالب بمحو آثار الأخطاء المرتكبة في السابق وتدارك الهنات وتلميع صورته لدى التونسيين. وفِي صورة  قراره الاستمرار في القصبة فإنّه من المحتمل أن يظلّ في منصبه إلى جانفي القادم، تاريخ تسلّم الحكومة الجديدة لمهامّها، وهو ما يحمّله مسؤولية ثقيلة تتمثّل في السهر على توفير أفضل الظروف لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.

رئيسا لحركة تحيا تونس فإنّه مطالب بأن يضمن أوفر حظوظ النجاح لمرشّحي الحزب للانتخابات التشريعية وبأن يكون حزبه في أسوء الحالات الحزب الأوّل من حيث عدد الأصوات إن لم يتسنّ له الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان القادم. وهو ما يدعوه إلى حسن اختيار المرشحين للمجلس النيابي ورئاسة اللجان البرلمانية وللانضمام إلى التشكيلية الحكومية.

مرشّحا لرئاسة الجمهورية، وهو الأغلب على الظنّ، فإنّ لا خيار له سوى تسخير كلّ طاقاته للفوز وإجهاض محاولات خصومه ومناورتهم الرامية إلى قطع الطريق أمامه للوصول إلى قصر قرطاج. وهذا يستوجب منه تشكيل فريق كفء يتولّى الإعداد لحملته الانتخابية ويعمل في تناغم تامّ مع الفريق المكلّف بالحملة الانتخابية التشريعية لحركة "تحيا تونس".

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.