ثقافة - 2019.03.15

وَطَنِي...

وَطَنِي...

وَطَنِي
يَا قُـرَّةَ عَيْنِي... يَا وَطَنِي
كَمْ يُرْهِقُنِي
أَنْ أَشْهَدَ، فِي قَهْرٍ،
مَا تَشْهَدُ مِنْ مِحَنِ
وَيُؤَرِّقُنِي تَأْرِيقًا مَا
يَأْتِيهِ، بِلاَ خَجَلٍ،
أَوْ خَوْفٍ، صُنَّاعُ الفِتَنِ
مِنْ شَتَّى أَشْكَالِ العَفَنِ
فَفَسَادُهُمُ اسْتَشْرَى فِي الأَرْيَافِ وَفِي المُدُنِ
وَسَرَى فِي البَرِّ وَفِي البَحْرِ كَمَا 
يَسْرِي السَّرَطَانُ الفَاتِكُ فِي البَدَنِ
وَلَقَدْ غَنِمُوا مِنْ خيرَاتِكَ، غَصْبًا، مَا غَنِمُوا
حَتَّى بَشِمُوا
وَشَكَوْا مِنْ فَرْطِ التُّخْمَةِ وَالسِّمَنِ
فِيمَا الشَّعْبُ المُتَسَرْبِلُ بِالحِرْمَانِ يكَابِدُ 
أَوْجَاعَ اليَأسِ القَاتِلِ وَالوَهَنِ
فَالحَاضرُ، فِي عَيْنَيْهِ، عَلِيلٌ مُحْتَقِنٌ
لاَ بُرْءَ لِإِحْبَاطَاتِهِ بِالحُقَنِ
وَالقَادِمُ يَبْدُو مُرْتَهَنًا
وَفِكَاكُهُ مُسْتَعْصٍ مِنْ كَفِّ وَفَكِّ المُرْتَهِنِ
إلاَّ أنْ يَحْبُوَكَ اللهُ بِرُبَّانٍ
مِنْ خَيْرِ رَبَابِنَةِ السُّفُنِ
شَهْمٍ مِقْدَامٍ مُتَّزِنِ
...
فَـعَسَى أن يَنْأَى بِسَفِينَتِكَ السَّكْرَى والحَيْرَى عَنْ
هذا الغَمْرِ الآسِنِ مَاؤُهُ وَالنَّتِنِ...

محمد إبراهيم الحصايري

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.