الزبيدي في إحياء ملحمة بنقردان : الحرب على الاٍرهاب لا تزال متواصلة إلى حين اجتثاث هذه الظاهرة
قال وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي في كلمة القاها بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لملحمة 7 مارس 2016 ببنقردان إنّ القوات الحاملة للسلاح برهنت خلال الهجوم الإرهابي على المدينة عن جاهزيتها ويقظتها وحرفيتها كما برهن الشعب التونسي عن التفافه وتضامنه لحسم المعركة في مشهد فريد من نوعه تجسّمت فيه الروح الوطنية والفداء والتضحية باسمى معانيها في سبيل الوطن.
واضاف أنّ هذه المعركة المصيرية أكّدت أنّ قوة بلادنا تكمن في وحدة شعبها والتفافه حول القوى الحية للوطن وفي مقدمتها المؤسستان الجمهوريتان العسكرية والأمنية مما جعلها عصية على الإرهابيين الذين أرادوا استهداف أركان الدولة ومؤسساتها ومكتسبات شعبها وقيم المجتمع، مشيرا إلى ان ملحمة بن قردان مثلت نقطة تحول نوعي في الحرب على الاٍرهاب حيث التقت إرادة الأهالي مع إرادة الامنيين والعسكريين للوقوف سدّا منيعا للتصدي للإرهابيين في لحظة فارقة بشّرت ببداية انهيار تنظيم داعش وهزيمة عناصره ومناصريه في أكثر من مدينة عربية.
وأكّد الوزير أنّ هذه الملحمة مثّلت انتصارا اكتسى بعدا استراتيجيا جنّب البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان من الممكن أن تكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها لتبيّن أنّ أعداء الدين والحياة والحريّة لا مكان لهم في أرض تونس الطيبة.
وقال عبد الكريم الزبيدي إنّ الحرب على الاٍرهاب لا تزال متواصلة إلى حين اجتثاث الظاهرة من جذورها والقضاء على من يتبنى هذا الفكر الهدام وهو ما يستوجب جهدا وطنيا وتعاونا بين مختلف القوى الوطنية الحية مع تحمّل كل طرف لمسؤولياته ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الشخصية الضيقة.
واشار إلى جهود الدولة في دعم الامكانيات المادية للمؤسسة الامنية والعسكرية من خلال توفير اعتمادات قدرها 15 بالمائة من ميزانية الدولة لوزارتي الداخلية والدفاع الوطني وهو ما يعكس المجهود الاستثنائي للدولة في سبيل توفير متطلبات الأمن القومي، مؤكدا من جهة أخرى أهمية إرساء منوال تنموي عادل يقطع مع الإقصاء والتهميش لكل المناطق وخاصة الحدودية منها التي تمثل جزء لا يتجزا من الوطن والعمق الحقيقي له وركيزة أساسية للحفاظ على الأمن.
واستعرض وزير الدفاع الوطني تجربة رجيم معتوق في تثبيت الأهالي بمنطقتهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم ليتوسع مجال تدخل ديوان رجيم معتوق ليشمل منطقة المحدث بإنجاز مشروع فلاحي سقوي مماثل سيتمّ على مراحل ، مشيرا إلى حرص الحكومة على إنجاز مشروع مهيكل من خلال تهيئة مطار رمادة العسكري ليستقبل الطائرات المدنية وتهيئة الاراضي الفلاحية وإحداث حزام أخضر بيئي للحد من زحف الرمال واستعمال الطاقات المتجددة وتوفير مرافق أساسية.
وكان وفد وزاري مكون من وزير الدفاع الوطني ووزيري التجارة والتجهيز والاسكان قد تحوّل صباح يوم الخميس 7 مارس إلى مدينة بنقردان لإحياء هذه الذكرى حيث انتظم بالمناسبة موكب بمقبرة سيدي خليف تولى خلاله هذا الوفد تلاوة الفاتحة ترحما على الشهداء ووضع إكليل من الزهور بروضة الشهداء وذلك بحضور السلط الجهوية والمحلية وعائلات الشهداء والجرحى ومكونات المجتمع المدني.
كما تحول الوفد الحكومي إلى النصب التذكاري الذي ضم صورا لإحدى وعشرين شهيدا من أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية ومدنيين سقطوا يوم المعركة.
- اكتب تعليق
- تعليق