في الذكرى 61 لأحداث ساقية سيدي يوسف: تزويد الجهة بالغاز الطبيعي الجزائري والدعوة إلى مزيد العمل على تنمية المناطق الحدودية
أضحت قرية ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية منذ 8 فيفري 1958 رمزا للتضامن بين الشعبين الشقيقين إذ في ذلك اليوم امتزجت دماء التونسيين والجزائرين إثر سقوط 79 شهيدا من بينهم إحدى عشرة امراة وعشرون طفلا وأكثر من مائة وثلاثين جريحا في قصف جوي فرنسي يوم سوق أسبوعية استهدف مدرسة القرية ومرافقها الحيويّة، عقابا لتونس التي كانت أرضها منطلقا وملجأ للثوار الجزائريين إبان الكفاح التحريري ضدّ قوات الاستعمار الفرنسي في بلادهم.
وتخليدا لهذه الذكرى انتظم يوم الجمعة 8 فيفري 2019 بساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف احتفال رسمي أشرف عليه من الجانب التونسي هشام الفراتي وزير الداخلية ومن الجانب الجزائري وفد يضمّ نور الدين بدوي وزير الداخلية والطيب الزيتوني وزير المجاهدين ومصطفى قيطوني وزير الطاقة.
واقترن الاحتفال بتدشين محطّة الضخّ الخاصة بتزويد جهة ساقية سيدي يوسف بالغاز الطبيعي من الجزائر، توجه إثره الوفدان إلى النصب التذكاري بساقية سيدي يوسف للترحم على أرواح الشهداء الأبرار.
وأبرز هشام الفراتي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أهمية هذه الذكرى التي قال إنّها تمثل أروع رمز للكفاح المشترك التونسي الجزائري، من أجل نيل الإستقلال والحرية، مضيفا أنّ إحياء هذه الذكرى يمثل كذلك مناسبة لاستخلاص العبر واستلهام المعاني منها، لمزيد تعزيز عرى الأخوة والتعاون والتكامل بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أشاد بروح التعاون التي تحدو قيادة البلدين، وبمساندة الجزائر لتونس خلال السنوات الأخيرة، من خلال تكثيف الزيارات وتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، إلى جانب التنسيق الشامل في المجالين الأمني والعسكري، إيمانا منها بوحدة المصير.
ودعا إلى مزيد العمل على تنمية الشريط الحدودي بالبلدين والنهوض بأوضاع متساكنيه، من خلال تشخيص الصعوبات التي تعترض التنمية بهذه المنطقة، وإقرار برامج تعاون ومشاريع تنموية مشتركة في الغرض، فضلا عن استشراف الوسائل الكفيلة بمقاومة ظاهرتي الإرهاب والتهريب.
وأكّد وزير الداخلية الجزائري، من جهته، متانة أواصر الأخوة والتضامن بين تونس والجزائر، مشيرا إلى أنّ أحداث ساقية سيدي يوسف ستظل نبراسا للأجيال القادمة للتشبع بالمعاني البليغة، واستذكار الملحمة البطولية التي خاضها الشعبان في سبيل الذود عن حمى الوطنيين.
كما أبرز أهمية الاتفاقيات التي تم إمضاؤها مؤخرا في مجال الأمن والشراكة بين الجهات الحدودية، قائلا "إن ّالتشاور والتنسيق الأمني متواصل قصد التصدي لكل من يحاول النيل من استقرار البلدين"، مؤكدا أنه سيتم تثمين كل الإمكانيات الممكنة وتفعيل اتفاقيات التوأمة والشراكة لإنجاز المشاريع المشتركة خدمة لمصلحة البلدين الشقيقين.
- اكتب تعليق
- تعليق