المنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتّصال والمعلومات تطلق كتابا أبيض بالتعاون مع شركة هواوي لبناء أسس قويّة لمجتمع عربي رقمي (ألبوم صور)

من مبعوث ليدرز إلى القاهرة عبد الحفيظ الهرقام

أطلقت المنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتّصال والمعلومات يوم السبت 01 ديسمبر 2018 بالقاهرة كتابها الأبيض تحت عنوان "تكنولوجيات الاتصال والمعلومات ركيزة أساسية في السياسات الوطنية لبناء أسس قويّة لمجتمع عربي رقمي". وقد تمّ إصدار هذا الكتاب الأبيض بمناسبة يوم التجديد الإقليمي لمنطقة شمال إفريقيا الذي نظّمته شركة هواوي العالمية بالعاصمة المصرية وذلك بحضور الأمين العام للمنظّمة محمّد بن عمر (تونس) وعدد من كبار المسؤولين في الشركة الصينية.

وتعدّ الوثيقة بمثابة خطّة شاملة للتحوّل الرقمي في المنطقة العربيّة.

تكنولوجيات الاتصال والمعلومات محرّك أساسي للتنمية

تلامس التكنولوجيا الرقمية الحياة اليومية لجميع الناس من خلال تلبية احتياجاتهم الأساسية بطرق أكثر ذكاء وذلك بانتشار الخدمات الرقمية مثل التعليم الإلكتروني والحكومة الإلكترونية والصحّة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وخدمات انترنت الاشياء والطاقة الذكية والزراعة الذكية والخدمات المالية الرقمية.

وتعتبر تكنولوجيات الاتصال والمعلومات من أهمّ القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة وهي محرّك أساسي لتحقيق التطوّر الاقتصادي والاجتماعي. وتبيّن التجارب والدراسات أنّ للتكنولوجيات الحديثة مردودية عالية وتأثيرا إيجابيّا على جميع القطاعات الأخرى إذا ما تمّ اعتمادها واستغلالها بطرق ناجعة. لهذا الغرض دعت لجنة النطاق العريض، وهي لجنة خبراء مشتركة بين الاتحاد الدولي للاتصالات واليونسكو، إلى إعطاء أولوية قصوى لتطوير البنية التحتية للنطاق العريض والخدمات، لضمان شمول فوائدها لكل شرائح المجتمع في جميع البلدان. ولبلوغ الشمول الرقمي تحتاج الحكومات إلى العمل مع القطاع الخاصّ وكلّ أصحاب المصلحة لوضع استراتيجيات وتنفيذها من أجل دفع عملية نشر هذه الشبكات بشكل أكثر فاعلية.

التحديات الماثلة أمام إنشاء مجتمع رقمي في دول عربية

يشكو عدد من الدول العربية من بعض المعوقات التي تحول دون إنشاء مجتمع رقمي، وتتمثّل هذه العراقيل في :

• التكلفة الباهظة لوصول النطاق العريض إلى كلّ قرية وإلى المناطق النائية
• انخفاض الدخل
• الفجوة الكبيرة بين قوّة الرقمنة والوضع الحالي.

وسائل الوصول إلى التغطية الشاملة للنطاق العريض

حدّٰدت الوثيقة الوسائل الكفيلة بالوصول إلى التغطية الشاملة للنطاق العريض والمتمثّلة في:

• الرصد والمتابعة المستمرة لمؤشّرات التغطية
• وضع السياسات الداعمة
• حسن إدارة الطيف الترددي
• تشجيع وتحفيز مبادرات التشارك في بناء واستغلال البنية التحتية
• انتهاج سياسة محفّزة على مستوى الضرائب
• الدعم المالي لصندوق الخدمة الشاملة
• اعتماد الشبكات السلكية واللاسلكية الفعّالة.

الطريق نحو بناء مجتمع عربي رقمي

تحتاج الدول العربية إلى اعتماد تكنولوجيات الاتصال والمعلومات باعتبارها السياسة الوطنية الأساسية من أجل بناء أسس قويّة لمجتمع عربي رقمي وذلك من خلال:

• إنشاء شبكة النطاق العريض في كلّ بلد عربي
• تحديد مجموعة من مؤشرات مراقبة تطوّر شبكات النطاق العريض واعتمادها فيما بين الدول العربية
• إنجاز مشاريع نطاق عريض إقليمية
• إحداث صندوق اقليمي لدعم مشاريع النطاق العريض الاقليمية
• ضرورة إنشاء العديد من مراكز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال الترويج للتطبيق الرقمي وتكييف التطبيق مع اللغة العربية والتقاليد العربية.

وأشار الأمين العام للمنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتّصال والمعلومات في الكلمة التي ألقاها في افتتاح يوم التجديد الإقليمي لمنطقة شمال أفريقيا إلى أنّ الوثيقة التي تمّ إعدادها بالتعاون مع شركة هواوي ستقدّم خلال هذا الأسبوع إلى الندوة حول الاستثمار في تكنولوجيات الاتّصال والمعلومات التي تعقد ببغداد وكذلك إلى الندوة حول الاقتصاد الرقمي المقرّر تنظيمها بأبو ظبي يوم 16 ديسمبر 2018.

تعاون استراتيجي

وأشاد محمّد بن عمر بالتعاون الوثيق القائم بين المنظّمة وشركة هواوي الذي وصفها بالشريك الاستراتيجي.

والجدير بالذكر أنّ الطرفين كانا وقّعا في نوفمبر 2015 خلال منتدى الاتّصال والمعلومات للجميع المنتظم بمدينة الحمّامات مذكّرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة وإتاحة هذه التكنولوجيات للشباب في المنطقة العربية.

وقد اطلقت المنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتّصال والمعلومات من خلال هذا الاتّفاق برنامج « بذور من أجل المستقبل » لبناء عالم أكثر اتّصالا ومساعدة البلدان الأعضاء في المنظّمة على وضع استراتيجياتها الوطنية حول محاور الاقتصاد الرقمي وبناء مجتمع ذكيّ.

ولاحظ فيليب وانغ نائب الرئيس الإقليمي للشؤون العامّة بشركة هواوي، من جهته في تصريح لليدرز، أنّ علاقات تعاون استراتيجي تربط الشركة بالمنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتّصال والمعلومات، مؤكّدا عزم هواوي على مساعدة المنظّمة على إنجاز برامج عملها من خلال الاستفادة من خبراتها في سبيل إنجاح التحوّل الرقمي في المنطقة العربيّة.