عين على المشهد الإعلامي في تونس في كتاب للصحفيّة آسيا العتروس

صدر هذه الأيّام عن دار "تبر الزّمان" كتاب للزميلة الصحفية بدار الصباح آسيا العتروس بعنوان "عاشقة في رحاب صاحبة الجلالة، إعلام الثورة وثورة الإعلام".

هذا الكتاب الذي يقع في 294 صفحة تشخيص لواقع الإعلام التونسي ما بعد الثورة عموما بما يحمله من علامات مضيئة ومواطن ضعف ووهن وتحليل لإشكالية إصلاحه بطرح جملة من الأسئلة : من أين تكون البداية ؟ قاعات تحرير أم سجون للصحفيين؟ لماذا نخاف الإصلاح؟ متى كان الإصلاح بيد العقليات المتخلّفة ؟ كما يطرح المؤلَّف قضايا مهمّة كأزمة الصحافة الورقيّة والدمج بين الورقي والرقمي والإعلام والديمقراطية ومكانة المرأة في عالم الصحافة.

وتستعرض آسيا العتروس في في جانب هامّ من الكتاب مسيرة جريدة  الصباح منذ تأسيسها في فيفري 1951 متعرّضة لدورها النضالي إبان الحركة التحريرية ولمساهمات نخبة من كبار السياسيين والمثقفين في إثراء محتويات الصحيفة ومنهم من تقلّد مناصب عليا في الدولة منذ فجر الاستقلال.

كما تلقي الكاتبة أضواء كاشفة على الأزمة التي تعيشها دار الصباح والتي يقول الناشر إنّها "صارت مزمنة ومنافية للتصرّف الديمقراطي القائم على الإعلام الحرّ والمتحرّر من سلطتي المال والحسابات السياسية المجهضة للمبادرات الإصلاحية الإيجابية .
وهي أزمة مفتعلة، في بعض جوانبها، منذ ما قبل الثورة، وأحيانا منذ استقلال البلاد الترنسية، وقد تدفع بالصحيفة الغرّاء الرائدة إلى مغادرة الساحة الإعلامية العربية والدولية".

ويتضمّن الكتاب في الملاحق والشهادات مقالا حول أيقونة الصحافة الساخرة محمد قلبي وشهادتي الصادق بسباس والشاذلي القليبي بخصوص تأسيس الصباح ومشروع ورقة لإصلاح صحف دار الصباح ومقالا بمناسبة العيد الخامس والستين للجريدة
إلى جانب صفحات من أرشيف الصحافة التونسية.  

والجدير بالذكر أنّ آسيا العتروس رئيس تحرير أوّل في جريدة الصباح متحصّلة على الأستاذيّة المزدوجة في اللغتين الصينية والإنجليزية من معهد بورقيبة للغات الحيّة في جوان 1987.التحقت بمعهد بيكين للغات الحيّة لدراسة الحضارة واللغة الصينية
وواكبت أحداث "ساحة تيان آن من" ومنها كان الاهتمام بعالم الصحافة . نشرت أوّل تقرير لها على أعمدة الصباح حول سقوط جدار برلين.

التحقت بجريدة الصباح في سنة 1990 وانضمّت إلى قسم الشؤون الدولية وتولّت تغطية العديد من الأحداث العربية والإقليمية والدولية وأجرت حوارات مع العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والعلمية والثقافية العربية والغربية ، فضلا عن كتابة افتتاحية الجريدة بشكل منتظم والمساهمة في عدد من الصحف العربية مثل الشرق الأوسط والقدس العربي والرأي اليوم.

نالت جائزة جمعية الصحافيين التونسيين سنة 2006 عن سلسلة تقارير "رحلة أفغانستان" وجائزة أكاديميا لأفضل حوار صحفي سنة 2015 وجائزة الصحافة لجمعية حماية الصحفيين سنة 2015.

قال عنها الأستاذ الشاذلي القليبي في كلمة نشرت في الكتاب : " السيدة آسيا العتروس من الأقلام النسائية اللامعة تمتاز باختيار المواضيع الحيّة، تطرقها بدقّة وتستخلص منها العديد من العبر، شأنها الدائم أن تقدم على معالجة القضايا التي غيرها في غفلة عنها، أو في احترازا منها. وأنظارها تشمل ما يهمّ بلادها، ولكن أيضا ما يتعلّق بمجتمعات عربية عامّة، أو بدول لها، في قضايا عربية ضلع، تتناول هذه وتلك برصانة العقل، متنكّبة للشعارات الرائجة.