قايد السبسي : لا خلاف لي مع الشاهد ومصير الحكومة الجديدة بيد البرلمان
قال الرئيس الباجي قايد السبسي في ندوة صحفية عقدها منتصف نهار يوم الخميس بقصر قرطاج إنّ الطريقة التي أجري بها التحوير الوزاري الأخير سيئة وأعطت انطباعا أنّ هناك خلافا بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
وأضاف أنّه لا خلاف بينه وبين يوسف الشاهد الذي اختاره لمنصب رئيس الحكومة بناء على ما ارتأى فيه من خصال لتحملّ المسؤولية وتابع عمله ، مشيرا إلى ضرورة الاعتراف بما اعترى سياسية الحكومة من مشاكل في التطبيق والإقرار بأنّ لا أحد صالح لكلّ مكان وزمان.
وأكّد أنّه لم يعترض على تكوين الحكومة وانّما على التمشّي الذي اعتمده يوسف الشاهد، ملاحظا أنّه لم يتوجّه برسالة إلى مجلس نوّاب الشعب خلافا لما روّج للتشكّي ، مضيفا أنّه كان من الواجب احترام النواميس ومقام رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا لأوّل مرّة من قبل الشعب التونسي والذي منحه الدستور صلاحية تعيين رئيس الحكومة وسحب الثقة منه عن طريق مجلس نوّاب الشعب.
وتعرّض الرئيس الباجي قايد السبسي للطريقة التي تمّ بها إجراء التحوير الوزاري، فأفاد أنّه استقبل يوم الاثنين الفارط رئيس الحكومة بطلب منه وتداولا في البداية حول التمديد في حالة الطوارئ من عدمه وأنّه وافق على قرار التمديد بالنظر إلى المعطيات التي قدمها يوسف الشاهد بالرغم من عدم اقتناعه بذلك لانّه لا يريد تعطيل سير دواليب الدولة وذلك قبل أن يفاتحه رئيس الحكومة بشأن التحوير الوزاري.
وأفاد رئيس الجمهورية أنّه طلب من يوسف الشاهد ترك الأمر إلى ما بعد زيارته لموريتانيا بيد أنّ رئيس المحكومة اتصل به هاتفيا بعد الظهر لإعلامه أنّه ماض في إجراء التحوير فأجابه بأنّه لا داعي للعجلة.
وأضاف أنّه تلقّى إثر ذلك قائمة أعضاء الحكومة الجدد منهم خمسة يعرفهم وخمسة من حركة النهضة وخمسة لم يكن من الصعب الكشف عن انتمائهم إلى هذا الحزب ، في حين أنّ البقية لا يعرف منهم أحدا.
وقال الباجي قايد السبسي إنّه فوجئ بقرار الشاهد إعلان التحوير الحكومي في التلفزة.
وعلاوة على ما وصفه بالتمشي المتسرّع للشاهد في إعلان التحوير ذكّر بعدم عرضه حذف وزارة الطاقة والمناجم وإحداث وزارات جديدة على مجلس الوزارء، ملاحظا أنّه سعى إلى تدارك هذه الإخلالات الدستورية بعرض المسألة على اجتماع مجلس الوزارء اليوم.
وأكّد رئيس الجمهورية أنّ مصير الحكومة بيد المجلس النيابي وأنّه إذا نال أعضاؤها الجدد ثقته فإنّه سيستقبلهم لأداء اليمين الدستورية أمامه وسيمضي على آوامر تعيينهم.
وقال إنّه سيقوم بواجبه كرئيس جمهورية ، متشبّع بمفهوم الدولة وساهر على حسن تطبيق الدستور في غياب المحكمة الدستورية، مؤكّدا أنّه فوق الأحزاب ويأنى بنفسه عن السفاسف والصغائر.
وأضاف أنّه ليس متمسّكا بالمنصب قائلا : " لا يوجد اليوم مورّث أو توريث أو توريث ديمقراطي وأنّه أتى إلى المنصب بإرادة الشعب التونسي".
وأشار ألى أنّ الوطنيين الصادقين من أمثال فرحات حشّاد والهادي شاكر لم يضحّوا بأنفسهم من أجل السفاسف كتلك التي نشاهدها اليوم وإنّما من أجل عِزَّة تونس وسؤددها، مؤكدا أنّه يعمل كحامل للأمانة على الرفع من شآن تونس وإشعاع صورتها بين الأمم.
- اكتب تعليق
- تعليق