ماذا تحمل مذكّرات إدريس ڤيڤة في طيّاتها ؟
فرغ إدريس ڤيڤة الوزير والسفير في عهد بورڤيبة من كتابة مذكّراته التي قال عنها في لقاء بمؤسّسة التميمي في فيفري 2012 إنّه سيحاول فيها بسط رؤيته الخاصّة للأحداث التي عاشها.
وحسب مصدر قريب منه فإنّ «الكتاب زاخر بالمعلومات الهامّة»، خاصّة وأنّ مؤلّفه كان أحد الفاعلين البارزين في الساحة السياسية وشاهدا على أحداث جسام طيلة الفترة التي اضطلع فيها بمهامّ عليا.
شغل إدريس ڤيڤة قبل الاستقلال خطّة رئيس ديوان صهر الأمين باي الدكتــور بن سالم وزير الصحة العمومية في حكومة مٓحمّد شنيق وبعد الاستقلال عيّن كاتبا عاما للمجلس القومي التأسيسي ثمّ مديرا عاما للأمن الوطني وقد كان من بين أعضاء الوفد الذي كلّف بالذهاب إلى الباي يوم 25 جويلية 1957 لإعلامه بإعلان النظام الجمهوري وإلغاء الملكية.
وقد تقلّد إدريس ڤيڤة المولود يوم 21 أكتوبر 1924 بتستور عدّة مناصب فبعد أن بارح الإدارة العامة للأمن الوطني في سنة 1962 إثر محاولة اغتيال بورڤيبة التي لم تتفطن إليها مصالح الأمن عيّن مديرا عاما لديوان السياحة قبل أن يتولى بداية من نهاية الستينات مهام وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الصحّة العمومية ووزير التربية وغادر الحكومة في سنة 1976 ليلتحق ببون سفيرا.
غير أنّ الفترة الأهمّ بالنسبة إلى القارئ هي قطعا تلك التي تولّى خلالها إدريس ڤيڤة وزارة الداخلية في مارس 1980، أي ثلاثة أشهر بعد عملية ڤفصة، إلى غاية إقالته من مهامه بعد أحداث الخبز في جانفي 1984. وقد أصدرت المحكمة العليا ضدّه حكما غيابيا بعشر سنوات سجنا بتهمة «الخيانة العظمى». ولم يقضّ إدريس ڤيڤة هذه العقوبة بل عاش في المنفى بالخارج إلى حين عودته إلى تونس يوم 8 نوفمبر 1987.
ينتظر القارئ الكثير ممّا قد يدلي به إدريس ڤيڤة من معلومات بشأن تلك الفترة الدقيقة في تاريخ تونس الحديث وخاصّة علاقته بوسيلة بورڤيبة وبمحمّد مزالي والصراع القائم آنذاك من أجل خلافة بورڤيبة..
- اكتب تعليق
- تعليق