محمد بن اسماعيل: رائد من روّاد الإعلام التّونسي
كان في بداية تكليل الكفاح الوطني بالنصر، من أوائل المناضلين بالقلم والفكر، مع مجموعة مجلّة L’Action، التي أسّسها المجاهد الأكبر، في خضمّ المعركة التحريريّة. ثمّ لمّا أخذته مشاغل بناء العهد الجديد، تنازل عن إدارتها لثلّة من الشباب كانوا، في باريس، لدى زعماء السياسة وكبار الإعلاميّين، وخاصّة لدى الزعيم منداس، صَوت التوجّهات البورڨيبية، في حزمها واعتدال اختياراتها.في مقدّمة هؤلاء الشباب المناضلين، يذكر التاريخ محمد المصمودي الذي التفّ حوله العديد من الطلبة، من ألمعهم البشير بن يحمد.
ولمّا سمحت لهم الظروف بالعودة إلى أرض الوطن، كانت بغيتهم مواصلة النضال، من أجل نصرة الحبيب بورڨيبة فيما اتّفق فيه مع منداس فرانس، وهو التفاوض لتحقيق الاستقلال الداخلي.
ولمعرفة المجاهد الأكبر لأهمّية الإعلام في كسب الأنصار، فقد أراد إحياء صحيفته التي كانت لِسان حزبه، وهي L’Action؛ وثقتُه كانت متّجهة إذّاك إلى تلك الثلّة من الشباب الذين عرفهم في باريس، وخبر صِحّة انتمائهم إليه؛ فرشّح لإدارتـــها البشــير بن يحمد، مع تأييد، عن كثب، من محمد المصمودي.
وإذّاك تولّى بن يحمد جمع عدد من الأعضاد، في تحرير L’Action الجديدة. وكان محمد بن اسماعيل أوّل مساعديه.
وكانت تلك فترة لامعة من مسيرة الإعلام في تونس، قبل أن تتغيّر الأمور، وتختلف الاختيارات: فهاجرت الجريدة، وصاحبها الجديد، البشير بن يحمد، إلى روما ثمّ إلى باريس، حيث استطاع أن يبني مؤسّسة مغاربيّة، إفريقيّة، نموذجيّة تحت إسم Jeune Afrique.
وتولّى، من جهته، محمد بن اسماعيل، بناء مؤسّسة للنشر، كُتب لها النجاح؛ وسانده فيها ابنه كريم، قبل أن يترك له مقاليد الأمور.
رحم الله مَن كان من رُوّاد الإعلام التونسي، وكتب لابنه الاقتداء بخصال والده الهمام.
الشاذلي القليبي
- اكتب تعليق
- تعليق