أخبار - 2018.07.01

قضايا مثيرة باشرتها الشرطة الفنية والعلمية في تونس

قضايا مثيرة باشرتها الشرطة الفنية والعلمية في تونس

هذه عيّنة من قضايا مثيرة تمكّنت الشرطة الفنية والعلمية من فكّ رموزها وإماطة اللثام عن مجرياتها بفضل خبرة أبنائها واستعمالهم طرقا حديثة في الاستقصاء والتحرّي وخاصّة تقنية تحليل الحمض النووي التي مثّلت إضافة كبيرة، باعتبارها تقدّم دليلا ماديّا للقضاء. ولم يكن بالإمكان الوصول إلى الجاني أو الجانية لو تمّ استعمال الطّرق التقليديّة في البحث:

70 طعنة...اختبار وانهيار 

في سنة 2016 قتلت اِمرأة رجلا متقاعدا بطعنه حوالي 70 طعنة بسكّين. كان ذلك في آخر الأسبوع وعندما عاد ابنه الذي كان يعيش معه إلى البيت ليلا وجده مقتولا. تكفّلت الشرطة الفنية والعلمية بالقضية وبدأ التّحقيق مع المحيط القريب من الضحيّة بعد إلغاء بصمات الابن الموجودة في المنزل وتمّ التعرف على آخر 20 شخصا حدث بينهم وبين الضحيّة اتّصال هاتفي خلال الـ 24 ساعة السّابقة لعمليّة القتل. دعي الأشخاص العشرون إلى مقرّ المخابر الجنائية على أساس أنّه إذا كان القاتل بينهم يمكن التعرّف عليه باستعمال مادة كيمياوية في غرفة معتّمة يوضع فيها المتّهم تكشف بقع الدم على اللباس أو الجسم حتّى بعد إزالتها. ومرّ كل واحد من هؤلاء الأشخاص بالاختبار وكان من بينهم إمرأة فكشف الاختبار انتشار بقع الدّم في كفّ يدها... ولمزيد التأكّد وقع اختبار ظهر اليد فكانت نفس النّتيجة. وعندما سألها المحقّق عن مصدر الدّم دخلت في حالة هستيرية ثمّ اعترفت بأنّها هي القاتلة، علما أنّها كانت مارست لسنوات طويلة الأبحاث في قضايا إجرامية، وذكرت أنّها لم تكن لتعترف بارتكاب الجريمة لو لم يجابهها أعوان الشرطة الفنية والعلمية بالدليل القاطع. وقد بدأت الشرطة الفنية والعلمية في استخدام هذه الوسيلة الجديدة سنة 2008 وذلك سنة بعد استخدامها على النطاق العالمي.

قتلته وقطّعت جثّته إربا إربا

في سنة 1999 تمّ العثور على يد شخص ثمّ على ساق في بئر مشارقة بولاية زغوان . قام الخبراء في البداية بالتحليل الجيني وكشفوا عن الحمض النووي للضحيّة وحدّدوا عمره ما بين 35 و50 سنة وانتظروا العائلات التي ستبلّغ عن غياب أحد أفرادها في نفس الفترة. وبدأت البلاغات ترد على الإدارة وكانت كل عائلة تتقدّم للشرطة ببلاغ يتمّ تحليل الحمض النووي ومقارنته بحمض الضحيّة. وفي اليوم السابع من انطلاق العملية تقدّمت عائلة للتبليغ عن اختفاء ابنها فتبيّن أنّ الضحيّة من بينها وذكرت الأم أنّ ابنها الغائب كان يعمل في الخارج وهو مطلّق وله منزل محلّ تنازع مع زوجته. أتت الفرقة بالزّوجة وبالتحرّي معها اعترفت بأنّها خدّرته ثمّ قتلته انتقاما منه وذلك بالتعاون مع صديقها ثمّ قطّعت الجثّة إلى قطع، ولطمس سمات الوجه وضعت الرأس في ماء مغلّى ثمّ بعد ذلك رمت الرأس واليدين في قربص ورمت بقية الجثة في بئر مشارقة. وبيّنت الأبحاث أنّ الزوجة كانت جارة المدعوّة «محرزية» في الكبارية وهي المرأة التي قتلت زوجها وقطّعته إربا إربا سنة 1980 وألقت بأجزاء الجثّة في أماكن مختلفة.

مادّة علقت بأظافر الضحيّة كشفت الجانية

في فيفري 2003 عاد شاب إلى البيت ذات ليلة بعد مشاهدته في أحد المقاهي مباراة ودية في كرة القدم بين تونس والسويد. وجد باب المنزل الكائن بالمدينة الجديدة من ولاية بن عروس مفتوحا وهو يعيش بمفرده مع والدته ولمّا دخل وجد أمّه جثّة هامدة وهي تحمل عديد الطعنات بالة حادة. تمّ إيقاف الابن على أنّه المظنون فيه الوحيد في البداية خاصّة وأنّه كان عاطلا عن العمل وله مشاكل مع والدته بخصوص محلّ يريد تشغيله تجاريا وكذلك لأنّ الفرق المختصّة لم تجد سوى بصمات الأمّ والابن في البيت. تمّ التّحقيق مع الأقارب والأشخاص الذين تعوّدوا زيارة الضحيّة ولكن دون جدوى. لكنّ الفريق المختصّ رجّح أن تكون قد حصلت مشادّة بين القاتل والضحيّة نظرا إلى أنّ المرأة بدينة نوعا ما وقد تكون دافعت عن نفسها فتمّ القيام بالتحليل الجيني لما عثر عليه في أظافر الضحيّة وتبيّن أنّه حمض نووي لامرأة. ومن خلال ابنها تعرّف المحقّقون على أسماء عدّة نسوة تتعاملن مع الضحيّة التي كانت تتاجر في بضاعة تأتي بها من تركيا إلى جانب المتاجرة بالمصوغ. وتمّ استدعاء النّسوة للبحث ولمّا تمّ التّحقيق مع المرأة الرابعة في الترتيب وخضعت للتحليل الجيني تبيّن أنّ الحمض النووي متطابق مع الذي اكتشف في أظافر الضحيّة. وفي بيتها وجد المحقّقون كميّة من المصوغ في قطعة قماش وعليها آثار دم تبيّن أنّه دم الضحيّة واعترفت المظنون فيها بأنّ بينهما تعامل أفضى إلى خلاف لكنّها أنكرت أن تكون قتلتها وقد حكمت عليها المحكمة بالسّجن مدى الحياة لأنّ الإثبات بالحمض النووي كان آنذاك جديدا.

سرقة اِمرأة مسنّة في قرطاج واغتصابها

حدثت القضية سنة 2005 بقرطاج عندما دخل شابّان إلى منزل امرأة مسنّة تسكن بمفردها، تبلغ من العمر 79 سنة وتشكو من عجز حركيّ. أخذا من بيتها مبلغا ماليا يقدّر بـ 30 ألف دينار وكميّة من الذّهب تقدّر قيمتها بحوالي 30 ألف دينار أيضا وقبل خروجهما من المنزل اغتصباها . تمّ التّحقيق في القضيّة وتحديد الحمض النووي للمعتديْن ولم تكن السمات الجينية للجانيين مخزّنة في المخبر آنذاك. لكن بعد ثلاث سنوات جدّت سرقة في قرطاج وتمّ القبض على متّهم في حملة أمنية عادية وبالتحليل الجيني تبيّن أنّه من سرق المرأة المسنّة واغتصبها. وقد استعمل المال المسروق في شراء جزء من البيت الذي يقطنه الجاني ووالدته.

اغتصاب عجوز القيروان وقتلها 

هي اِمرأة مسنّة من القيروان من مواليد 1931 كان عمرها أثناء الاعتداء عليها 80 سنة. اغتصبها الجاني ثمّ قتلها وبالتّحري تمّ القبض عليه وهو شابّ من مواليد 1994 في ظرف يومين من خلال التّحليل الجيني وكان من الأشخاص المقرّبين منها. أنكر في البداية ما نسب إليه لكن لمّا ووجه بالحجّة اعترف. والحجّة كانت تطابق السّمات الجينية لآثار السائل المنوي على الجثّة والسمات الجينية للمظنون فيه.

قتل صديقته ورماها في مصبّ نفايات

في نوفمبر 2017 اكتشف «البرباشة» في مصبّ نفايات في المروج 6 جثّة امراة في كيس. المرأة من مواليد 1979 أدّت التحريات إلى اتّهام صديقها بالقتل. وتمّ تحليل عيّنة من الخيط الذي رُبط به الكيس قصد اكتشاف السمات الجينية للشخص الذي قام بربطه وتبيّن أنّ صاحب الفعلة صديقها الذي تطابقت سماته الجينية مع السّمات المكتشفة في الخيط. واعترف الجاني أنّه قتلها في فندق شعبي (وكالة) بالعاصمة ثمّ وضع جثّتها في كيس ورماها في مكان جمع النّفايات.

خالد الشّابي

قراءة المزيد:

قضايا مثيرة باشرتها الشرطة الفنية والعلمية في تونس

خــــــاصّ: خـفايــا الثّـورة الـعلـمـيّــة في مخابر الشّرطة الفنيّة التونسيّة

الأستاذة راضية القسطلّي: رائدة تحــليـــل البصمــة الـوراثــيــة بـواسطة الحمـض النـووي في تــونس

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.