هيئة الحقيقة والكرامة تتقدّم بشكاية ضد وزير الخارجية ومسؤولين أمنيين بسبب سحب الجواز الدبلوماسي لبن سدرين
أعلنت هيئة الحقيقة والكرامة، أنها تقدّمت يوم الخميس 21 جوان 2018 ، بشكاية جزائية إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس 1، على أساس الفصل 66 من القانون الأساسي عدد 53 لسنة 2013 المتعلق بإرساء العدالة الانتقالية وتنظيمها والفصلين 136 و315 من المجلة الجزائية.
وأوضحت الهيئة في بلاغ لها أنّ "الشكاية تتعلق بالطّلب غير القانوني والفاقد للمشروعية لسحب جواز السفر الدبلوماسي لرئيسة هيئة الحقيقة والكرامة وإبطال صلاحيته" معتبرة أن ذلك يمثّل "تعمّد إعاقة أعمال الهيئة وتعطيلا لحريّة عملها".
كما جاء في البلاغ أنّ المشتكى بهم من قبل هيئة الحقيقة والكرامة هم : "وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي والمدير العام لإدارة الحدود والأجانب ومحافظ مطار تونس قرطاج ورئيس مركز الأمن بمطار تونس قرطاج، نزار بالنور، وكل من سيكشف عنه البحث".
وكان مدير الإعلام والاتصال بوزارة الشؤون الخارجية، بوراوي الإمام، قال في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء في وقت سابق من نهار اليوم الخميس " إنّ رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين، على علم بانتهاء مفعول جواز السفر الدبلوماسي الذي بحوزتها، بمقتضى مكتوب رسمي وجّهته إليها وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ 4 جوان 2018″.
وبيّن أنّه "ليس من صلاحيات الوزارة منع أي مواطن تونسي من السفر، وأنه تم ّ لفت انتباه المعنية بالأمر من قبل مصالح الحدود والأجانب بمطار تونس قرطاج إلى أنّ جواز سفرها الدبلوماسي ملغى ولا يمكن استعماله ".
وأضاف أنه كان بإمكان بن سدرين استعمال جواز سفر عادي للتنقل خارج تونس، ملاحظا أنّها " لو سافرت حاملة للجواز الدبلوماسي الملغى، لتمّ ترحيلها من أول نقطة حدودية أجنبية تصل إليها".
وعن أسباب إلغاء جواز سفر رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، أوضح بوراوي الإمام أنّ "هذا الإجراء اتخذ بناء على قرار مجلس نواب الشعب، باعتباره السلطة الأصلية المحدثة للهيئة، بعدم التمديد في مدة عمل هذه المؤسسة، وفي ضوء المكتوب الرسمي الموجه من رئاسة الحكومة إلى هيئة الحقيقة والكرامة الذي يفيد بإنهاء مهامها، حسب ما ينص عليه القانون، ممّا يعني أنه لم يعد لبن سدرين أية صفة للتمتع بجواز سفر دبلوماسي ولم يعد للوزارة أي سند قانوني للتمديد لهذا الجواز ».
كما لاحظ أنّه وبناء على ما تقدّم وعملا بالأحكام المنظمة لجوازات السفر الدبلوماسية التي تنصّ على أنه « يُرجع وجوبا جواز السفر الدبلوماسي إلى وزارة الشؤون الخارجية بانتهاء المهمة أو الوظيفة التي سُلّم من أجلها »، تمّ توجيه مراسلة رسمية إلى بن سدرين يوم 4 جوان 2018 تتضمن دعوتها لإرجاع جواز سفرها الدبلوماسي الصادر بتاريخ 6 أكتوبر 2015.
كما أفاد بأنه تم بالتوازي مع ذلك توجيه مراسلة إلى وزارة الداخلية (إدارة الحدود والأجانب) تعلمها بإلغاء جواز السفر المذكور، نافيا في الآن ذاته تلقي وزارة الشؤون الخارجية لأية مراسلة من هيئة الحقيقة والكرامة، لإعلامها بموعد سفر بن سدرين إلى الخارج.
كما أكد بوراوي الإمام أن مضمون الإتفاق المبرم يوم 24 ماي 2018، بين هيئة الحقيقة والكرامة ووزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان المتعلّق "بمواصلة الأعمال الختامية للهيئة وإجراءات التسليم والتسلم" لا يرتقي إلى مستوى السند القانوني المطلوب لمواصلة الانتفاع بجواز السفر الدبلوماسي، مشددا على أنّ "التمتع بجواز السفر الدبلوماسي، ليس حقا مكتسبا بل استثناء، خلافا لجواز السفر العادي الذي يعتبر حقا لكل مواطن تونسي ".
وكانت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين حمّلت وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، شخصيّا، "مسؤولية افتكاك جواز سفرها الدبلوماسي بمطار تونس قرطاج ومنعها من السفر بغرض تقديم محاضرة بمعهد السلام بالإتحاد الأوروبي حول التجربة التونسية".
- اكتب تعليق
- تعليق