في معركة البقاء: الشاهد يفعّل مبدأ التمييز الإيجابي في مجال التوجيه الجامعي

لا يبدو رئيس الحكومة يوسف الشاهد مكترثا بالدعوة الملحّة إلى رحيله عن القصبة والصادرة بالخصوص عن حزبه "نداء تونس" والاتحاد العام التونسي للشغل بل صعّد في الأسابيع الأخيرة وتيرة تحرّكاته الميدانية ونشاطه الرسمي، فازداد بالتالي حضور أخباره في وسائل الإعلام ، وكأنّه يريد من خلال ذلك توجيه رسالة إلى الرأي العام مفادها أنّه مصرّ على مواصلة الاضطلاع بمهامه، سادّا أذنيه إزاء ما يقال عنه وعن مستقبله السياسي. هل  أنّ  يوسف الشاهد  بصدد خوض معركة لفرض البقاء في الساحة السياسية في وقت احتدم فيه الصراع من أجل المواقع قبل انتخابات 2019؟  

مهما يكن من أمر،  فقد تعددّت في الآونة الأخيرة تنقلات يوسف الشاهد وقراراته وآخرها تلك التي أعلن عنها يوم الإثنين 19 جوان 2018 والتي تخصّ التوجيه الجامعي.  

فقد قرّر تخصيص 8 بالمائة من مقاعد الشعب النبيلة كالطب والهندسة لابناء المناطق الداخلية في إطار مبدإ تفعيل التمييز الإيجابي في التوجيه الجامعي انطلاقا من السنة الجامعية 2018-2019، علاوة على إحداث منحة لفائدة الناجحين الجدد في الباكالوريا لإعانة العائلات متوسطة وضعيفة الدخل على مجابهة أعباء الدخول في الحياة الجامعية  بتخصيص 500 دينار لكل ناجح جديد.

وتمّ إقرار مبدإ التمييز الإيجابي بناء على دراسة مجموعة من المؤشّرات التنموية للجهات ومعدّل الاستجابة لطلبات التوجيه حسب الولايات بالنسبة إلى السنوات الخمس الأخيرة حيث تمّ  تحديد الولايات التي سيتمتّع الناجحون الجدد منها بهذه الآلية ، وكذلك استنادا إلى دراسة إحصائيات السنوات الخمس الأخيرة المتعلّقة بعدد الموجّهين في مختلف الشعب ومجالات الاختصاص والجامعات بالإضافة إلى الإحصائيات المتعلّقة بالشعب التي نفذت فيها طاقة الاستيعاب منذ الدورة الأولى للتوجيه الجامعي والتي تعتبر ذات إقبال عال. ويشمل مبدأ التمييز الإيجابي عددامن الشعب  تتوزّع على حوالي 30 مؤسسة جامعية.

وقد تمّ تخصيص نسبة 8% من طاقة الاستيعاب في كل شعبة من الشعب المعنيّة بالتمييز الإيجابي.

وفي إطار إضفاء مزيد من المرونة على توجيه أصحاب المواهب سيتمّ اعتماد اجراءات جديدة خاصة بالشعب التي تتطلّب مهارات على غرار تخصصات التكنولوجيات الحديثة والموسيقى والمسرح والتصميم والفنون التشكيلية، حيث سيقع توجيه المترشحين الذين سيتقدمون بوثائق وشهادات تفيد تألّقهم في مجال إبداعي إلى هذه الشعب دون توفّر شرط مجموع النقاط وذلك بتمكينهم من اجتياز الاختبار بالنسبة إلى الشعب ذات الاختبارات أو بتكوين لجنة مختصّة في الغرض بالنسبة إلى بقية الشعب.