المنتدى الاقتصادي الأفريقي من أجل انفتاح تونس كلّيا على أفريقيا
تحتضن تونس بداية من الثلاثاء 24 أفريل الجاري وعلى مدى يومين المنتدى الاقتصادي الأفريقي في تأكيد مجدّد لبعدها الأفريقي.
ولقد كانت تونس منذ فترة طويلة تحمل اسم أفريقيّة وعملت غداة استقلالها على مساندة ودعم البلدان الأفريقية الحديثة العهد بالاستقلال من خلال مشاركتها في القوات الأممية لحفظ السلام في الكونغو. وأقام الرئيس بورقيبةعلاقات قوية مع نظرائه من الرؤساء الأفارقة: فيليكس هوفويت بوانيي، ليوبولد سيدار سنغور ، أحمدو أهيدجو ،سيكوتوري ... وعلى الرغم من محدودية مواردها البشرية والمادية ، التزمت تونس بمساعدة هذه البلدان على إنشاء الإدارات ، سواء من خلال مضاعفة التعاون الفنّي واستقبال الطلاب الأفارقة أو إنشاء مؤسسات مشتركة بما في ذلك البنوك في بلدان متعددة من جنوب الصحراء.
الهدف المنشود من خلال تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي الأفريقي هو مزيد من التقارب والتفاعل في نفس الإطار المكاني والزماني بين الجهات الاقتصادية الفاعلة التونسية والإفريقية ، القطاعين العام والخاص والمستثمرين وأصحاب المؤسسات الصناعية والمالية لتعزيز التبادل بين البلدان وللتواصل بشكل أفضل وتبادل خبراتهم وخلقفرص للشراكة.
افريقيا قارة ناشئة ظلّت لفترة طويلة في مرحلة التطور، وبدأت تظهر معدلات نمو هامة. تنظّم وزارة التجارة هذا المنتدى لمرافقة الفاعلين الاقتصاديين الذين يرغبون في خلق المزيد من الفرص والتعاون بين البلدان الأفريقية. فيوقت انضمت فيه تونس إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا COMESA،وشرعت فيه كذلك في مناقشات مع المجموعة الاقتصادية ادول غرب افريقياCEDEAO ، ووقعت على اتفاقية المنطقة الكبرى للتجارة الحرة الأفريقية في آخراجتماع لمنظمة الوحدة الأفريقية في كيغالي. وفي نفس الوقت تضاعف الخطوط التونسية رحلاتها نحو المدنالأفريقية ، وتتولّى الشركة التونسية للملاحة إنشاء خط بحري بين تونس وعدة موانئ في أفريقيا الغربيّة.
وينتظم هذا المنتدى بدعم من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا وبالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص.
وقد تم للغرض تشكيل لجنة تضمّ ممثلي الوزارات المعنية وخاصة منها وزارتي التجارة والشؤون الخارجية وكذلك ممثلي مركز النهوض بالصادرات والخطوط التونسية : الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديةوكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني المشاركة في دعم القطاع الخاص أوالناشطة افريقيّا ، على غرار المعهد العربي لرؤساء المؤسسات و TABC وأصحاب المؤسسات المختصين فيالسوق الأفريقية ويمثلون قطاعات الهندسة والمحاسبة والبناء والتمويل والصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلوماتوالاتصال والتجارة والصناعات الغذائية.
وتؤكد وزارة التجارة من خلال إقامة هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتكليف ممثل عن القطاع الخاص بالإدارة والتنسيق، عزمها على جعل هذا المنتدى فضاء للقاء رجال ونساء الأعمال وتسهيل مبادلاتهم.
ويحظى المنتدى الاقتصادي الافريقي بدعم من الحكومة التونسية إذ ينتظم تحت اشراف السيّد رئيس الحكومة. وذلك يومي 24 و 25 أفريل الجاري.
وتدور الأشغال في جزأين : سيتيح الجزأ الأول الذي يدوم نصف يوم الفرصة للمسؤولين التونسين للحوار ولممثّلي المؤسسات عدد من مؤسسات أفريقيّة لبسط رؤيتها والتزامها بتعزيز البناء الاقتصادي للقارة ، وتقديم استراتيجياتها قصد تحقيق هذا الهدف ، فضلا عن عرض السياسات العامة لتسريع نسق تنفيذ هذه الاستراتيجيات من قبل الفاعلين الاقتصاديين. وسيخصص الجزء الموالي من المنتدى للحوارات وتبادل وجهات النظر بين الفاعلين الاقتصاديين والماليين وكذلك المسؤولين حول خمسة مواضيع أساسية.
وقد تمّ اختيار المواضيع حسب احتياجات القارة الأفريقية ، وطلبات شبابها والطبقة المتوسطة فيها والتي لم يتم الاستجابة لها بالقدر الكافي كما تمّ اختيارها انطلاقا من القدرات والخبرات التونسية.
وتتمحور هذه المواضيع حول قطاع البنية التحتية وتكنولوجياالمعلومات والاتصال والتعليم والتكوين المهني والتعليم العالي والصحة والصناعات الغذائية. يعتبر الطلبالأفريقي في كل قطاع من هذه القطاعات مهمّا وهو في تنام مستمرّ . ويمتاز العرض التونسي في هذه المجالات بالجودة وهو محلّ تقدير وملائم للطلب الأفريقي. ففرص التعاون عديدة والتمويلات متوفّرة والعرض التونسي قائم على الشراكة والتضامن.
ويضمّ هذا المنتدى ما لا يقل عن 800 شخصية في المجالين السياسي والاقتصادي تمثّل 38 بلدا أفريقيا، إلى جانب وفود رفيعة المستوى.
راضي المؤدّب
المفوض العام للمنتدى الاقتصادي الأفريقي
- اكتب تعليق
- تعليق