دعوة إلى بناء مقرّ مركز جامعة الدول العربية بتونس
في خاتمة أعمال القمة العربية العادية المنعقدة يوم الأحد 15 أفريل 2018 في دورتها التاسعة والعشرين في الظهران بالمملكة العربية السعودية، أعلن رئيس الجمهورية أن تونس ستستضيف القمة العربية العادية الثلاثين خلال سنة 2019، بعد أن اعتذرت مملكة البحرين عن احتضانها.
وبهذه المناسبة أود أن أسترعي انتباه الجهات التي يهمها الأمر إلى أن مركز جامعة الدول العربية بتونس ما يزال منذ أن تقرر إحداثه بعد عودة الجامعة إلى القاهرة، أي منذ ما يناهز الثلاثين سنة، لا يمتلك مقرّه. ولأنني أعلم، أولا، أن الدولة التونسية خصصت للمركز قطعة أرض لإقامة مقره عليها،
ولأنّني أعلم، ثانيا، أن للمركز رصيدا هاما من المال بالدينار التونسي، تراكم على تعاقب السنين من فوائض في الميزانيات لم يتسنّ صرفها،
ولأنني أعتقد، ثالثا، أنه من غير المعقول ألا يكون للمركز مقر محترم يضاهي مقرات المنظمات العربية الأخرى التي تحتضنها بلادنا والتي هي متفرعة أصلا عن جامعة الدول العربية،
ولأنني أعتقد، رابعا، أن استخدام الرصيد المتوفر للمركز في بناء مقره على قطعة الأرض المخصصة له سيكون نوعا من التصرف الرشيد والحوكمة المضاعفة، لأنه سيمكن المركز، من ناحية أولى، من تجنب مواصلة تأجير المبنى الذي يؤويه، كما سيمكنه، من ناحية ثانية، من تلافي تآكل رصيده بسبب التراجع المستمر في قيمة الدينار التونسي،
لكل ذلك، ولأنني أرى، بعد أن قررت بلادنا استضافة القمة القادمة، أن الفرصة سانحة لإثارة مسألة بناء مقر مركز الجامعة بتونس، فإنني أدعو الجهات التي يهمها الأمر إلى التحرك والقيام بما يتعين لدى مختلف الأطراف التونسية والعربية المعنية من أجل مساعدة المركز على الشروع في بناء مقره، وذلك حتى يتسنى له الاضطلاع بمهامه في أفضل الظروف، وحتى يتمكن من تطوير أنشطته وتوسيع نطاقها بما يمنحه الشخصية المميزة التي أريدت له يوم تم إحداثه ليكون منارة تشع على المغرب العربي ومنه، عربيا وإفريقيّا ومتوسطيا...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق