إن هذا اشيء عجاب: هذا الفتى أوقح من صخرة...

بالاستناد الى حجج سفسطائية واهية، ما أنزل بها من سلطان، علق وزير الشؤون المحلية والبيئة على تراجع تونس بـخمس مراتب في تصنيف "مؤشر الأداء البيئي لسنة 2018"، حيث أنها حلّت في المرتبة 58 عالميا بعد أن كانت في المرتبة 53 سنة 2016 فقال، بكل ثقة في النفس، ودون أن يرفّ له جفن، إن مرتبة بلادنا تعتبر "مشرفة جدا".

وهو لم يكتفِ بذلك بل أضاف فرحا مسرورا أن وزارة الشؤون المحلية والبيئة "سعيدة" بهذا التصنيف إلا أنه من الضروري بذل مزيد من المجهودات في مجالات الغابات والفلاحة.
وهكذا فقد أخلى ذمة وزارته الموقّرة من أيّ مسؤولية عن هذا التراجع، وألقى بالمسؤولية كلها على عاتق وزارة الفلاحة...
وليس لي من تعليق على هذا الكلام الخالي حقّا من المسؤولية سوى ما قاله أبو العلاء المعري في إحدى لزومياته:

هذا الفتى أوقَحُ من صَخرَةٍ،
يَبهَتُ مَن ناظَرَهُ حَيثُ كانْ
يزْعمُ أنّ العشرَ ما نِصْفُها
خمسٌ، وأنّ الجسْمَ لا في مكانْ
ولا حول ولا قوة الا بالله...

محمد إبراهيم الحصايري