وداعا أَيُّهَا العميد مصطفى منصر
يوم 17 مارس 2018 توفي العميد متقاعد مصطفي منصر بعدما أضناه المرض العضال وعسرت مداواته في المصحة الطبية المدنية. رحل الرجل بعد معاناة طويلة مع المرض ولم يستسلم بسهولة للمنية فكأنه صارع المرض بكل ما بقي لديه من قوة وبأس ليس حبا في الحياة وإنما رغبة في مواجهة الصعاب كعادة رجال القوات الخاصة النبلاء.
كان يعلم أنه لا محالة راحل إلى مثواه الأخير ولأنه لا يهاب الموت فقد تجلد إلى آخر رمق وتسلح بروحه القتالية العالية التي يتصف بهارجال القوات الخاصة عند الشدائد. رحل عنا رجل من قدماء آمري القوات الخاصة بالجيش الوطني بصمت كبير ولم نكرمه كما ينبغي. ولا أقصد أنه كان في حاجة لتكريم مادى ومالي فهو كسائر ضباط القوات الخاصة يتنكرون لهذه الحاجات وينكرون الذات أمام الولاء للوحدة والمؤسسة والوطن. كان من الأجدر أن تستعين به المؤسسة العسكرية في تكوين قادتها عندما أحيل على التقاعد في منتصف التسعينات من القرن الماضي وذلك لما اكتسبه من خبرة قيادية ميدانية حقيقية. شارك مصطفى منصر ضمن الوحدة التونسية العسكرية التي أرسلت إلى مصر في حرب أكتوبر 1973. وتميز بمشاركته في أحداث قفصة في جانفي 1980 عندما كلف بخطة ضابط العمليات الميدانية بقفصة.
يعد الفقيد مصطفى منصر من مؤسسي القوات الخاصة بالجيش الوطني حيث عمل بها عندما كانت تسمى فوج الطلا ئع في الستينات من القرن الماضي. عملت شخصيا تحت إمرته كآمر سرية قتال 012 بين سنة 1978 و1983 عندما كان هو آمرا للفوج الأول للمظليين الطلائع ثم سنة 1991-1992 كآمر للفوج الأول قوات خاصة عندما كان هو آمر لواء القوات الخاصة.
أذكر الآمر العسكري الذي يملك الخصال الطبيعية التي تميز القائد المقتدر الذي ينتمي إلى القوات الخاصة. عرفت الرجل شجاعا ويتحلى بشخصية قوية ويحمل مرؤوسيه على التغلب على الصعاب في العمل بالمثابرة والتدريب. له كاريزمة طبيعية مكنته من قيادة رجال الفوج في أصعب المهام بفضل ما غرسه فيهم من روح التعاون وحب الانتماء للوحدة. كما عرفته حريصا على التنظيم سواء في إدارة حياة الوحدة أو في تنفيذ الأعمال الميدانية. وما يسجل ضمن كبار أعماله تطوير تكوين وحدة المظليين الطلائع و تدريبها العملياتي. كان أول آمر فوج أدمج الجنود المدعووين في تربص تكوين للمظليين.
و كانت أول سرية 012متكونة كلها من مظليين. كما كان مصطفى المنصر أول من أدمج وطبق القتال بالمروحيات ضد عدو غير نظامي. أودّع اليوم قائدا فذا من رجال القوات الخاصة بالجيش الوطني ولم أغدق عليه بأي وصف مجاني واكتفيت بما عرفته عنه من قرب. تعلمت منه الكثير مما يسر أعمالي المهنية. أودّعه والحسرة تحرق فؤادي ولا أملك إلا الصبر، فوداعا أيها القائد الفذّ وأسأل الله أن يسكنك الجنة لما عملته في دنياك من تفان في خدمة الوطن. عزاء كبير لعائلتك وعزاء أكبر لكل رجال القوات الخاصة.
محمد النفطي
- اكتب تعليق
- تعليق
رجل عضيم وما عظيم اولا الله، هذا الرجل الذي عرفته في عام 69 كان برتبة ملازم عندما كنت ظابط صف كان حنين ، وحسن الأخلاق ، في ذالك الوقت كان مسؤول علي تدريب وتكوين ظباط الصف في الحقيقة في ذالك الوقت فوج الطلائع كان عايلة واحدة تشمل ظباط شبان مثل: الملازم : البحري، وبن حسين، والبزاز، والاءحمراء دريس، والجندوبي، والفرشيشي . هوءلاء هم اءيطار الفوج : ذقنا معهم لذة، ومحبة لجيشنا الوطني في ذالك الوقت وكان فوجنا يضرب به المثال عند الشعب التونسي ، وهكذا نموت ،نموت ويحيا الوطن، تذهب أجيال وتاتي اخرى والله يرحم موتانا: رحمه الله ورحم الله كل هوءلاء الذين اشتغلت معهم في ذالك الوقت وانشاء الله سوف يكونون مبشرين بالجنة