ورشة علمية ببيت الحكمة حول تكوين الفكر العلمي وإصلاح المنظومة التربوية
استعدادا للندوة الوطنية حول تكوين الفكري والبيداغوجيات التجريبية التي ينظّمها قسم العلوم الطبيعيّة والرياضيات بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" يومي 11-12 أكتوبر 2018، شرعت اللّجنة العلميّة للندوة في عقد سلسلة جلسات تحضيريّة، حيث اجتمعت يوم الجمعة 16 مارس برئاسة الدكتور عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع، الذّي نزّل الملتقى العلمي في سياق ما يعيشه عالمنا المعاصر "من تحوّلات كبيرة وعميقة نظرا لتطوّر الوسائل الاتّصالية"، ممّا يحتّم وفقا لعبارته التفكير في ملاءمة وسائل التبليغ لهذه المعطيات الجديدة.
وشدّد الأستاذ عبد المجيد الشرفي على أزمة الوعي الدّغمائي الذي أضحى متحكّما في نمط التفكير السائد، لذلك يرتهن إصلاح نظامنا التربوي بدعم الحسّ النقدي والروح العلمية للقطع مع أزماتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأنّ الشأن التربوي محدّد لكافّة أزمات النسيج الاجتماعي.
وفي نفس السياق أبرزت الأستاذة سعاد كمّون شوك رئيسة قسم العلوم الطبيعيّة والرّياضيات بالمجمع ومنسّقة النّدوة أهميّة المناهج التعليميّة ذات المنزع النقدي والإشكالي، منطلقة من مقاربة غاستون باشلار المسلّمة بحتميّة الروح العلمية باعتبارها انعتاقا من فخاخ الأسئلة سيّئة الطرح، فالروح العلمية حسب باشلار هي التي تمكّننا من إثارة الإشكالات، وعليه تكون الجسور التي عبرها نمرّ إلى مرافئ الأجوبة المنشودة. كما قدّمت الأستاذة سعاد كمّون شوك فكرة أوليّة حول محاور النّدوة، مؤكّدة أنّها قابلة للتعديل والإضافة وفقا لمقترحات خبراء وكفاءات اللّجنة، الممثّلة لعديد الوزارات والمؤسّسات ذات الصلة على غرار وزارة لتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة، إضافة إلى عديد المؤسّسات الجامعية ومراكز التكوين ووحدات البحوث التربوية والبيداغوجية، فضلا عن الأكاديميّات المختصّة والمنظّمات العالميّة.
وقد اتّسمت الجلسة بسجالات عميقة لخبراء البيداغوجيا والتكوين والقاسم المشترك بين جلّ المداخلات الإقرار بأزمة نظامنا التربوي وبالتالي حتمية إعادة النظر في أساليب التكوين وتكوين المكونين إن كانت لدينا إرادة إصلاحيّة حقيقيّة، وستتواصل هذه الورشات بانتظام إلى غاية انجاز النّدوة.
- اكتب تعليق
- تعليق