أمسية أدبية ببيت الحكمة حول الشاعر الفرنسي أبولينار وموقفه من الشرق والإسلام

نظّم قسم الآداب بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" مؤخّرا أمسية أدبية قدّم خلالها الأكاديمي والمهتم بالآداب الفرنسيّة الأستاذ  سمير المرزوقي محاضرة بعنوان "أبولينار، الشرق والإسلام".وقد تميّزت اهتمامات هذاالشاعر الفرنسي(1880-1918) بالتنوّع حيث شملت أعماله النصوص الشعريّة والروائيّة والمسرحيّة، إلى جانب الدراسات النقديّة للفنون التشكيليّة والسينما ممّا مكّنه من الاطّلاع على إبداعات تتخطّى تخوم أوربا نحو الشرق كما وصفه أستاذ الأدب الفرنسي بالجامعة التونسيّة، حيث تناول الأستاذ سمير المرزوقي في محاضرته أبعاد هذا الاهتمام، موضّحا الزاويّة التي من خلالها تناول غيوم أبولينار الإسلام، كاهتمامه "بطقوس وممارسات المعيش الديني لدى الفئات الشعبيّة" إلى جانب الأعلام الدينيّة من متصوّفة وقيادات على غرار السيدة المنوبيّة ورمزيّة الخليفة الخ . . ولم يكتشف المبدع الفرنسي التراث الإسلامي وعالم المشرق عبر رحلات علميّة أو إقامة مطوّلة بالبلدان المعنيّة بقدر ما أدركها عبر علاقات مع مهاجرين "أثروا خياله الإبداعي بقصصهم ورواياتهم "، إلى جانب اطّلاعه على آثار أدبيّة وفكريّة تجاوزت حدود الجغرافيا حاملة قيم وهواجس شعوبها ككتاب كليلة ودمنة بما يتضمّن من "حكم ومواعظ" تتّسم بالكونيّة لأنّها متعالية عما هو زماني ومكاني .

كذا هو الشرق في المعجم المعرفي يمكن أن يكون ملهما للمهتمين بالفنون والآداب، وكذلك الإسلام باعتباره طقوسا ومسألة عقائدية قد تستوجب البحث وتأمّلات الباحثين  كتجربة  الناقد والأديب أبولينار، على خلاف معاجم الاقتصاد والسياسة التي غالبا ما تفسدها رهانات الربح وهوس الابتزاز والهيمنة .