إن هذا لشيء عجاب: تونس... جنة ضريبية؟..
أعتقد أن ما لم يُقَلْ عن مسألة إدراج تونس على قائمة الدول التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بأنها جنان ضريبية، هو أن التقصير في معالجة هذا الملف بما كان ينبغي من الدقة والجدية في المحتوى وفي التوقيت، راجع إلى خلل هيكلي في عمل الدولة نتيجة لما تضمنه الدستور الجديد من سوء توزيع للمشمولات على رؤسائها الثلاثة، وهو ما أدى إلى خلق نوع من الفوضى وانعدام أو قلة التنسيق بين مكوّناتها.
ولقد ذهب البعض إلى تحميل هذه الوزارة أو تلك المسؤولية عن هذا التقصير، وفي هذا السياق نالت الدبلوماسية التونسية نصيبا وافرا من النقد...
والحقيقة أن الدبلوماسية التونسية، كأي دبلوماسية في العالم، لا تستطيع ان تقوم بعملها على الوجه الافضل أو على الأقل على الوجه المطلوب، إلا إذا كانت تستند إلى سياسة داخلية وخارجية متماسكة العناصر وواضحة المنطلقات والغايات، ومثل هذه السياسة لا يمكن أن تُرْسَمَ إلا إذا كانت العلاقات بين مكوّنات الدولة واضحة، وكان التعاون بين أعضاء الحكومة وبين وزاراتها وثيقا ومؤسسا على قواعد صلبة...
والمؤسف أن هذه المقومات الضرورية لا تتوفر الآن في الدولة ولا في الحكومة، ومن هذا المنطلق، فإنه من المتحتّم العمل على معالجة هذا الخلل بأسرع وقت ممكن، وإلا فإننا سنظل نسير من فشل الى فشل ومن نكسة الى نكسة في علاقاتنا الدولية...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق