علي اللواتي : كيف اكتسب جلال بن عبد الله مكانته في تاريخ الفن التشكيلي التونسي؟
وُلد جلال بن عبد الله بتونس في 26 ماي سنة 1921 ودرس بمعهد كارنو قبل أن يبدأ مسيرته الفنيّة في سنّ الثّامنة عشرة بمعارض فرديّة أو ضمن تظاهرات جماعيّة. وكانت أوّل مشاركة له في "الصّالون التّونسي" سنة 1942 بلوحة عنوانها "أمومة" وعاد للمشاركة شارك فيه ثانية سنة 1945 بلوحة عنوانها "امرأة في شرفة"؛ وفي أواخر الأربعينات انضمّ إلى جماعة "مدرسة تونس"التي تأسّست بعد الحرب العالميّة الثّانية وضمّت عددا من الفنّانين جلّهم من الأجانب برئاسة الفنّان الفرنسي بيير بوشارل. دأب جلال بن عبدالله على إقامة معارض دوريّة لأعماله بين سنتي 1958 و 1970 في "قاعة الفنون" بنهج ابن خلدون بالعاصمة و ظلّ يشارك بانتظام في معارض جماعة "مدرسة تونس" بـ "قاعة قرجي" منذ تأسيسها سنة 1973. أقام عدّة معارض شخصيّة بالخارج (ستوكهولم؛ باريس؛ مدريد؛ القاهرة...)؛ كما ساهم في الكثير من تظاهرات الفنّ التّونسي المعاصر بواشنطن ونيويورك وشيكاغو وميلانو وفي أغلب الأقطار العربيّة.
اكتسب جلال بن عبد الله مكانته في تاريخ الفنّ التّونسي الحديث بفضل أسلوبه المستلهم لتقاليد المنمنمة الإسلاميّة القديمة وتقنيات إنجازها وتواضعات جمالياتها الخاصّة. واتّخذ في بداياته أجواء قرية سيدي أبي سعيد موضوعا لتكويناته وظلّ طوال حياته وفيّا للمناخات الشّاعريّة المصوّرة للنّساء الحالمات في خدورهنّ، المعتنيات بزينتهنّ أو المستغرقات في الأشغال المنزليّة بألبستهنّ التّقليديّة الموشّاة، في إطار معماريّ تقليديّ مزخرف. وتبدو رسوم الفنّان الرّاحل مشبعة بإيحاءات تراوح بين الواقع المعيش ومناخ الأسطورة، مذكّرة بالقصص الشّعبيّ وأجواء ألف ليلة وليلة.
إقرء المزيد
- اكتب تعليق
- تعليق