إبراهيم دبّاش: شركة »النقل« بين الرّيادة في السّوق التّونسية والتّوجه نحو إفريقيا

قطاع السيارات في تونس هو قطاع مزدهر يضمّ 35 وكالة تمثّل 45 «ماركة» عالمية وتسوّق 50 ألف سيارة في السنة. وفي هذه السوق الواسعة تبرز شركة مهمّة احتفلت مؤخرا بمرور 50 سنة على تأسيسها وهي شركة «النقل» التي تمثّل 6 «ماركات» عالمية كبرى، علاوة على كونها شريكة للمجموعة العالمية الألمانية «فولسفاغن» التي تمثّل بدورها 12 «ماركة» عالمية. تتبوّأ هذا الشركة حاليا منزلة  متقدّمة بين وكلاء السيارات في تونس، محقّقة نموّا سريعا في سوق السيارات التونسية. وكان لطموح الرئيس مديرها العام السيد إبراهيم دبّاش وتفانيه في العمل الدور الأساسي في التطوّر الذي عرفته الشركة منذ توليه القيادة.

السيد إبراهيم الدبّاش يعمل في قطاع النقل منذ 1992، حاصل على شهادات عليا في ريادة الأعمال والتجارة من تونس وفرنسا. اكتسب خبرته في مجال النقل بعمله في مؤسسات فرنسية من 1989 إلى 1996 ثمّ في شركة السيارات «سافيم بيجو»، مديرا للقسم التجاري والتسويق من 1996 إلى 2006.

وانتقل سنة 2007 للعمل في شركة «النقل» حيث تقلّد عدّة مناصب ليصبح رئيسها المدير العام سنة 2012. وللحديث عن قصة نجاح هذه المؤسسة كان لنا معه هذا اللقاء:

هل لك أن تعرّفنا بشركة «النقل»؟

شركة «النقل» هي اليوم من أقدم  وكالات بيع السيارات في تونس إذ تم تأسيسها رسميا سنة 1965 وتعدّ رائدة في سوق السيارات التونسية بحصولها سنة 2016 على 15.5% من حجم مبيعات السيارات. وهي تسوّق «ماركات» بورش وأودي وفولسفاغن وسيات وسكودا وفولسفاغن التجارية. بلغ رقم معاملاتها آخر سنة 2016 ما قيمته 394 مليون دينار  بينما قدّر الرقم بـ 204 ملايين دينار إلى حدود أواخر شهر جوان 2017. يعمل مباشرة في الشركة 419 شخصا إضافة إلى حوالي 600 آخرين يعملون في شبكة وكالات الشركة الموزّعة على التراب التونسي. وتضمّ التمثيلية الرسمية للشركة 45 تمثيليّة من بينها نقاط بيع قطع غيار وأخرى مراكز خدمات فقط ومنها نقاط تقدّم كل الخدمات الممكنة. كما أن الشركة مدرجة في بورصة تونس وبورصة الدار البيضاء ويبلغ سهمها حاليا 14.2 دينار في تونس و 54.14 درهم في المغرب. وتصدرت الشركة ترتيب وكالات السيارات في تونس سنتي 2015 و2016 رغم الوضع الاقتصادي الصعب التي تعيشه تونس. وتمتلك أغلبية رأس مال شركة النقل مجموعتان كبيرتان هما مجموعة أمان ومجموعة بولينا.

موقع الرّيادة في السّوق التّونسية

مــا الذي يفسّر موقع الشركة المتقدّم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وتدنّي قيمة الدينار وشدّة المنافسة في سوق السيارات؟

رغم الصعوبات التي ذكرت تمكّنت شركة «النقل» من المحافظة على مستوى مردودية مالية ثابت متبعة عناصر الخطة الاستراتيجية التي رستمها والتي تغطي الفترة من 2017 إلى 2020 ومعتمدة خاصة على نقاط القوة التالية:

• فخامة ماركات السيارات التي تسوّقها،
• التنظيم الهيكلي الذي يمكّن كل ماركة بالاعتناء بنشاطها وبخدماتها الخصوصيّة ممّا يسهّل حلّ المشاكل إن وجدت.
• تطوير النشاط الخدماتي ونشاط قطع الغيار لتحقيق الجودة التي تكون في مستوى معايير الجودة التي تتماشى مع الماركات التي نسوّقها،
• إرساء شبكة موزّعين ومقدّمي خدمات في كل ولايات الجمهورية لتقريب خدماتنا من حرفائنا،
• الإصغاء إلى الحريف وتلبية حاجياته مع وضع إانتاج متنوّع وعالي الجودة على ذمّته، ورغم تدنّي  سعر الدينار الذي نتجت عنه زيادة في سعر سيارات الشركة  بـ 10 % تمكّنت «النقل» إلى حدود آخر سبتمبر 2017 من بيع 5734 سيارة ممّا مثل 12.2 % من حجم السوق.

عوامل النجاح

هل لكم أن تحدّثوننا عن عوامل نجاحكم؟

لقد انبنى نجاحنا على اعتماد الحوكمة الرشيدة في التسيير على حماس فريق العمل وتفانيه وعلى فريق تجاري وفني متكوّن تكوينا قائما على المعايير التي يطلبها المصنع وعلى شبكة نقاط البيع واستثمارنا في البنية التحتية بما يسمح بتطوير الخدمات التي نقدّمها لحرفائنا. كما أن لتطبيق مخططنا الاستراتيجي دوره في هذا النجاح.

ما هي طموحاتكم القادمة في إطار تطوير أنشطتكم؟

• العمل على تكثيف تواجد الشركة في إفريقيا وقد أنشأنا للغرض شركة AFCAR للقيام بهذه المهمّة فبعد الكوت ديفوار التي سنفتح فيها أول نيابة في أبيدجان أواخر السنة الحالية سنكون متواجدين في السينغال وننوي التواجد في بلدان إفريقية أخرى جنوب الصحراء في حدود سنة 2025،

• العمل على توسيع تواجد الشركة في الجهات وقد افتتحنا ورشة في سيدي بوزيد وأخرى في جرجيس وسندشن نيابة في صفاقس آخر أكتوبر وغيرها من النيابات القادمة مثل الكاف والقصرين بحيث تغطي الشركة كل الولايات في غضون سنة 2020 .

• تقريب خدمات الشركة من الحرفاء وللشركة مشروع بالتعاون مع شركة شال وآخر مع طوطال لفتح نقاط خدمات في محطّات البنزين التابعة للشركتين خاصة بالسيارات التى تسوّقها الشركة،  

• فتتح مقرا خاصا بسيارات سكودا في حلق الوادي

• فتح أكاديمية في الشرقيّة تكون بمثابة مركز تكوين فني لمنطقة شمال إفريقيا،

• مزيد إرساء تكنولوجيات المعلومات والاتصال في خدمات الشركة، 

• مواصلة تطبيق سياسة التي تركز على خدمة الحريف أوّلا،

• الانطلاق في نشاط بيع السيارات المستعملة من ماركات الشركة بضمان منها.