محمد إبراهيم الحصايري: يَا لَلتَّعَاسَهْ…
يَا لَلتَّعَاسَةِ مَرَّةً أُولَى،
وَثَانِيَةً،
وَثَالِثَةً،
وَرَابِعَةً،
وَخَامِسَةً...
وَعَاشِرَةً، أَجَلْ يَا لَلتَّعَاسَهْ
زَمَنُ الضَّحَالَةِ وَالضَّآلَةِ وَالضَّلاَلَةِ صَيَّرَ "الأَقْزَامَ" سَاسَهْ
فَـــ"تَغَنَّمُوا"* أَعْلَى المَنَاصِبِ، بَاطِلاً،
والْبَعْضُ مِنْهُمْ مَا تَهَجَّأ أبْجَدِيَّاتِ السِّيَاسَهْ
والبَعْضُ، صَدِّقْ إنْ تَشَأْ أوْ لاَ تُصَدِّقْ، جَاءَهَا "مُسْتَوْزِرًا"**
أوْ مُشْرَئِبًّا لِلرِّئَاسَهْ
لاَ بِالنَّجَابَةِ وَالنَّبَاهَةِ وَالنُّهَى
أَوْ بِالمُرُوءَةِ والشَّهَامَةِ وَالكِيَاسَهْ
بَلْ بِالخَبَاثَةِ، مِصْعَدًا،
أوَ بالدَّنَاسَةِ والرَّجَاسَةِ وَالخَسَاسَهْ
فَإِذَا بِتُونِسَ مُنْذُ أَنْ أُخْنَوْا عَلَيْهَا لَمْ تَزَلْ
تَتَجَرَّعُ الأوْجَاعَ مِنْ مَأْسَاتِهَا
إِذْ نَكَّسُوا المَرْفُوعَ مِنْ رَايَاتِهَا
وَهَوَوْا بِرَوْنَقِ ذَاتِهَا وَصِفَاتِهَا
فَتَقَهْقَرَتْ، وَتَدَحْرَجَتْ، وَتَدَهْوَرَتْ
وَغَدَا رَخِيصًا سِعْرُهَا بَعْدَ النَّفَاسَهْ
وَإِذَا مَبَاهِجُ حُسْنِهَا الزَّهْرَاءُ وَالفَيْحَاءُ بَعْدَ فُتُونِهَا
شَوْهَاءُ، ضَاعَ بَرِيقُهَا
وَأرِيجُهَا الفَوَّاحُ فَارْتَكَسَتْ، لِهَوْلِ مُصَابِهَا، شَرَّ ارْتِكَاسَهْ
وَإِذَا مَكَانَتُهَا الكَبِيرَةُ وَالأثِيرَةُ وَالأمِيرَةُ غَادَرَتْ عَلْيَاءَهَا
فَتَحَجَّمَتْ وَتَقَلّصَتْ
وَتَقَوَّضَ الصَّرْحُ الذِي شَادَتْ ذُرَاهُ بِهِمَّةٍ،
وَمَحَبَّةٍ، وَحَمَاسَةٍ فَوْقَ الحَمَاسَهْ
وَانْهَارَ مَا نَسَجَتْ، عُقُودًا، مِنْ أوَاصِرَ خِصْبَةٍ
فَإذَا حِبَالُ الوُدِّ، حَبْلاً بَعْدَ حَبْلٍ،
قَدْ وَهَتْ وَتَهَلْهَلَتْ
فَهْيَ الشَّبِيهَةُ فِي رَثَاثَتِهَا المُثِيرَةِ بِالكُنَاسَهْ***
أَفَبَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَحِقُّ لِمَنْ تَعَشَّقَهَا بِحَقٍّ أَنْ يُرَدِّدَ قَائِلاً:
يَا لَلتَّعَاسَةِ مَرَّةً أُولَى،
وَثَانِيَةً،
وَثَالِثَةً،
وَرَابِعَةً،
وَخَامِسَةً...
وَعَاشِرَةً، أَجَلْ يَا لَلتَّعَاسَهْ
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق