أخبار - 2017.07.09

محمّـد الفـاضـل خليـل إنســانـا ومــســؤولا

محمّـد الفـاضـل خليـل

غيّب الموت يوم الأربعاء 31 ماي الماضي محمّد الفاضل خليل عن سنّ تناهز 73 سنة، إثر مرض عضال داهمه فلم يمهله طويلا.خلّف رحيله إلى دار الخلد شعورا عميقا بالحزن والأسى لدى كلّ من عرفه واختلف إليه ، إنسانا ومسؤولا في مواقع متعدّدة.

إنسانا، كان - رحمه الله-  طيّب المعشر، دمث الأخلاق منفتح الذهن، ماهرا في نسج العلاقات.

ومسؤولا، كان سخيّ البذل، نظيف اليد، جـــريئا في مواقفه، مقداما في مواجهـــة الصعـــاب، لا يتــــوانى في اتخاذ القرار بعـد تدقيـــق في الملّفـــات، دائم الإصغـــاء إلى الآخـــرين، مــــمّا أهـــلـه لأن يتبوّأ مناصب إدارية وسياسية ودبلوماسية عليا.

بعد الحصـــول على شهادة مهندس في العلوم الفلاحيّة، بدأ الفقيد - وهو من مواليد قفصة- حياته المهنيّة بوزارة الفلاحة، حيث ظلّ لسنوات عديدة مكلّفا بالعلاقات الخارجية والتعاون الدولي. فكان له نشاط  حثيث على الصعيدين الثنائي ومتعدّد الأطــراف، ولا سيّمـــا صلب المنظّمة العالمية للأغذية والزراعة.

في مطلع ثمانينــــات القرن الماضي، دخل عالم السياسة واليا على الكاف ثمّ عُهد له بتسيير إحدى المؤسسات الكبرى، وهي شركة فسفاط قفصة، حيث نجح في إعادة هيكلتها ومزيد تطويرها.

ولكن ما لبث أن عاد إلى سلك الولاة، واليا على جندوبة، ثمّ على صفاقس. وكانت سنة 1990 بداية تجربته الدبلوماسية، لمّا عيّن سفيرا بدمشق.هناك تمرّس محمّد الفاضل خليل بالعمل الدبلوماسي وبأساليبه، فجنى من ذلك خبرة ذات بال سيستثمرها في مهامّه اللاحقة.

دعي في جـــويلية 1992 إلى تقلّد منصـــب وزيــر للشؤون الاجتماعية، فكان من أبرز إسهاماته توطيد أسس الحوار بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، فضلا عن النهوض بالعمل الاجتماعي.

وإثر مغادرته الحكومة في فيفري 1995، كانت وجهته فيانا ليكون سفيرا بها وممثلا لتونس في الهيئات الأمميّة التي توجد مقراتها في العاصمة النمساوية. لم يطل به المقام بفيانا، فانتقل بمثل خطّته إلى الجزائر، إذ أنّ السلطة السياسية آنذاك كانت ترى فيه الرجل المناسب لتولّي هذا المنصب المهمّ في بلد جار تكتسي العلاقات معه بعدا استراتيجيّا.

في الجزائر التي مثّل فيها تونس لمدّة ثماني سنوات قبل إحالته على التقاعد، استطاع بفضل حنكته السياسية وشخصيّته الجذّابة وقدرته الفائقة على التواصل أن يجلب له احترام وتقدير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والطبقـــة السياسية في الجـــزائر بمختلـــف أطــــيافها، وأن يكون بالتالي قريبا جدّا من دوائر القرار، فساهم بقسط وافر في تعزيز أجواء الثقة بين قيادتي البلدين وفي توسيع مجالات التعاون الثنائي.

سنتي 2013 و2014 تردّد اسم محمّد الفاضل خليل في عديد الأوساط لتولّي منصب رئيس الحكومة، لما عُرف به من تجربة سياسية واسعة وفكر منفتح، ميّال إلى الحوار والتوافق.

عبد الحفيظ الهرقام

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.