في افتتاح الدورة 51 لمعرض صفاقس الدولي عبد اللطيف الزياني ينقل للشاهد مشاغل الجهة
نقل عبد اللطيف الزياني رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي لرئيس الحكومة الذي أشرف مساء يوم الأربعاء 5 جويلية على افتتاح دورته الحادية والخمسين مشاغل أهل صفاقس، وقال مخاطبا يوسف الشاهد: " لقد سجّلت شريحة رجال الأعمال والمستثمرين بصفاقس وبارتياح تأكيدكم على "ضرورة تضافر جهود كلّ الأطراف لضمان تنفيذ كلّ تلك المشاريع المقرّرة بما يضمن انعكاسها الايجابي على التنمية جهويّا ووطنيّا".
وبنفس الارتياح، سجّلت الجهة إقراركم: "بأنّ صفاقس التي أعطت أكثر ممّا أخذت وكان لها دور كبير إبان الحركة الوطنية وثورة 14 جانفي وكذلك في بناء الاقتصاد الوطني تستحق أن يــُردّ الاعتبار لها من منظور رؤية وطنية وليس على أساس جهوي يثمن امكانيات كلّ جهة".
ولكنّ اكتواءنا على مدى عشرات السنين بنيران الوعود التي تتلاحق ولا تتحقق، يحتّم علينا أن نحرص على أن يتزامن الارتياح بضمان الإنجاز والتنفيذ لتلك المشاريع والبرامج وبرؤيتها واقعا ملموسا على الأرض".
ولخّص عبد اللطيف الزياني المشاغل في ما يلي:
أولا: معرض صفاقس الدولي:
• إلغاء منظومة حصص التوريد التي بفضلها تحوّل المعرض من الصنف الوطني الى الصنف الدولي سنة 1985 في مسيرة تصاعدية دامت حوالي عقدين، ممّا حدا بالعارضين الأجانب إلى الاقتصار على المشـــاركة في الصالونات المهنية والعزوف عن "التظاهرة الأمّ" لحرمانهم من مداخيل بيع منتوجهم لتغطية تكاليف المشاركة.
• مراجعة هذا الأمر من قبل وزارة التجارة التي وقعت مراسلتها عديد المرات وبمناسبة كلّ دورة ولكن تعاقب المسؤولين في الوزارة حال دون حسم الموضوع لحدّ هذا اليوم والدعوة إلى استحثاث هذا الحسم حتّى يستعيد المعرض اشعاعه التاريخي.
ثانيا: جهة صفاقس ، بين الاشعاع الغابر والآفاق الواعدة أو الحسم بين خيارين:
صفاقس مواطنين ومجتمعا مدنيا وسلطة جهوية أمام خيارين:
الخيار الاوّل هو الاستمرار في نهج التهميش والتسويف والحلول التلفيقية والاجحاف في المركزية المشطّة.
أمّا الخيار الثاني، فهو خيار العمل الاستشرافي الممنهج والقرارات الشجاعة الحاسمة والإصلاحات الهيكلية الجذرية.
وفيما يخصّ تنمية جهة صفاقس، تعتقد جمعية معرض صفاقس أنّ المدن الاقتصادية المستحدثة هي الحل، الحل للمدينة والجهة و الاقليم والجنوب ككلّ...
وعمليا، يمكن استحداث عدّة مدن اقصادية بجهة صفاقس من شأنها أن تغيّر وجه الجهة وتقدّم حلولا جذرية وتشكّل نقلة نوعية في مستقبلها وتشكل نموذجا يقتدى به خاصّة أنّ مقومات نجاح هذه المدن متوفّرة ولا تنتظر إلاّ التفعيل.
• فمن حق جهة صفاقس أن تكون بها مدينة للصحّة، مدينة تجمع بالاعتماد على المعايير الدولية:
- مستشفيات ومصحات خاصّة،
- مراكز مختصّة ومختبرات،
- وحدات فندقية لاقامة المرضى ومرافقيهم،
- مخابر الأدوية و المعدات الطبية و الشبه طبية.
- وأن تتميّز صفاقس بتوفّر 1790 طبيب و خاصة 1113 طبيب مختص و7 مستشفيات ومؤسستين جامعيتين في القطاع و17 مصحات خاصة و50 وحدة صناعية صيدلية، وأن تتمتّع باشعاعها واشعاع طاقاتها على افريقيا والمتوسّط وبصيتها الدولي من خلال نصف مليون زائر مستفيد بالخدمات الصحية في بعض السنوات.
• ومن حقّ جهة صفاقس أن تكون بها مدينة للمعرفة، مدينة تكون منارة وطنية وقارية للمعرفة والتنمية وتجمع مراكز مجهّزة وموزّعة بصورة استراتيجية للصناعات المعرفية ومرافق التربية و التعليم: جامعات وأكاديميات ومعاهد ومراكز تكوين خاصة وعمومية وطنية ودولية، مراكز بحث و تدريب ونقل التكنولوجيا، مقرات لاستضافة المؤتمرات والندوات والمعارض و مكتبات، احياء جامعية، مطابع ودور نشر وتوزيع ومراكز للانتاج السمعي والبصري، مراكز للفنون والابداع...
• ومن حق جهة صفاقس أن تكون بها مدينة للطاقة، مدينة تكون النواة المحرّكة للتطوير العلمي والبحثي والاقتصادي للصناعة الطاقية بشقيها التقليدي والمتجدد وتجمع: مقرات الشركات العاملة في مجال انتاج وخدمات الطاقة، مراكز بحث وتطوير في مجال الطاقة، فروع للهيئات الدولية و القارية والاقليمية العاملة في مجال الطاقة، مقرات سكن وترفيه تؤسس لاسلوب حياة بجذب الكفاءات المحلية والاقليمية والعالمية...
• ومن حـقّ جـهة صفاقـس أن تكون بها مدينة للصناعات الميكانيـكيـة والتعدين، مدينة تكون فضاء رحبا ومهيكلا ومتكاملا يستفيد من ما حقّقته صفاقس ويدعم المزيد من التميّز: مقرات ومصانع الشركات العاملة في مجال الصناعات الميكانيكية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بمساحات ملائمة و قابلة للتطوير، مراكز بحث في مجال الميكانييك والوسائل، مراكز تكوين في مجال الميكانيك والقوالب و الوسائل، محطات شحن وتوزيع، مراكز شراءات مجمعة...
• ومن حقّ جهة صفاقس أن تكون بها مدينة لوجستية: أكثر من منصّة لوجستية تقليدية يمكن أن تكون بصفاقس مدينة لوجستية متكاملة تشمل: ميناء في المياه العميقة، مطارا يكون محور النقل في القـارة، قاعدة لوجستية نقل مـتعدّد الوسائط.
وموقع صفاقس وعلاقاتها التاريخية والعقلية التجارية لابنائها وانتشارهم في كلّ اصقاع الأرض، ضماناتٌ لنجاح المدينة اللوجستية.
غير انّه لا بدّ من الالتفات إلى الوضعية الحالية لكلّ من مطار صفاقس ومينائها إلى جانب تمديد الطريق السيارة صفاقس- القصرين إلى الجزائر...
• تنقية مناخ الاعمال و الاستثمار:
في طليعة هذه المطالب تأتي معظلة التجارة الموازية التي أضحت متفوقة على المسالك الرسمية وتنخر الاقتصاد إلى العظم. هي بالفعل ظاهرة سرطانية تهدّد المؤسسة وتنسف بكلّ ما يبذل من مجهود لديمومتها، خاصّة بعد ما تبيّن انّها لا تخلو من علاقة مريبة بظاهرة الروتين الاداري والثقل في المعاملات الادارية والرشوة والفساد والتهريب وهي ظاهرة لم تعد خافية على أحد بل هي أخطر ما يعطل السير الطبيعي للحياة الاقتصادية والاستثمار داخليا و خارجيا وهو ما يستوجب تطبيق القوانين بقوّة وصرامة بل تنقيحها عند الاقتضاء بما يلاءم استئصال هذا الداء جذريا.
وفي سياق نفس المطالب، يندرج الإصلاح الجبائي و تحيين مجلّة الاستثمار... والمطلوب ضرورة اعتماد المرونة في الاستخلاص خاصة في هذا الظرف العصيب من الركود الاقتصادي الذي تمرّ به المؤسسة عموما، علاوة على إقرارالعدالة الجبائية حيث لوحظ للاسف أنّ هناك تشدّدا وإجحافا أحيانا في التعامل مع الخاضعين للاداء الضريبي فيما يبقى الناشطون العشوائيون في حلّ من متابعة الادارة بحجّة صعوبة التعرّف على هويّتهم.
• صفاقس تنشد التنفّس : ... بنقل محطة القطارات إلى خارج المدينة ... ويصبح هذا المشروع إحدى ركائز مشروع تبرورة ومكمّلا له لامتداد المدينة إلى الشاطئ... والمطالبة الملحة بإنجازه ليست من باب الترف ولكن من باب الاستحقاق العمراني والبيئي والاقتصادي والاجتماعي.
فمساحة المحطة تعادل تقريبا نفس مساحة المدينة العتيقة وتموقعها الحالي يحول دون امتداد المدينة السابق الذكر ويجعل من مشروع تبرورة إنجازا منقوصا في عزلة تامة عن المدينة من الجهة الشمالية الشرقية...
تحمييل نص كلمة عبد اللطيف الزياني في افتتاح الدورة 51 لمعرض صفاقس الدولي
- اكتب تعليق
- تعليق