حامد الزغل يكتب عن شقيقه عبد القادر عالم الاجتماع البارز من طفولته إلى شبابه
تكريما لعالم الاجتماع البارز الأستاذ عبد القادر الزغل الذي رحل عنّا يوم 22 فيفري 2015 عن سنّ تناهز 83 عاما بادر الأستاذ الجامعي محمّد كرو بجمع كتابات 23 من كبار المختصّين والباحثين في علوم التاريخ والاجتماع والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية من المغرب العربي والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والولايات المتّحدة الأمريكية لمواصلة الحوار حول مسائل كانت صلب اهتمامات الفقيد لعقود طويلة في مؤلَّف باللغة الفرنسية صدر مؤخّرا عن دار سيريس للنشر بعنوان :
"Abdelkader zgal: L'homme des questions" (عبد القادر الزغل : رجل الأسئلة). وفي الكتاب الذي حرّر مقدّمته الأستاذ محمّد كرو تحليل لفكر المحتفى به ومقارباته ومواقفه من كبريات قضايا عصرنا الحاضر.
وكان الأستاذ عبد القادر الزغل يشترك مع الباحثين في العلوم الاجتماعية في الاهتمام بشؤون المجتمع وفي الحرص على إقامة ترابط وثيق بين مختلف العلوم. وقد تميّز إنتاجه بالتنوّع والغزارة والاستمرارية طيلة أكثر من نصف قرن، علاوة على رؤية متفرّدة لتناول المسائل الراهنة.
وحملته يقظته العلمية الدؤوبة وسعيه الدائم إلى طرح الأسئلة وفتح سبل تفكير جديدة بشأنها على أن يقترح للنقاش عديد القضايا منها الإصلاح الزراعي والقومية والحياة الحضرية والشباب والعنف والنسوية والإسلام والإسلاموية والمجتمع المدني والثورة والتسوية التاريخية والمواطنة السياسيّة. ويتطلب، في نظره، كلّ موضوع حوارا مجتمعيا يمليه السياق التاريخي والرهانات السياسية والثقافية والرمزية.
وممّا يزيد في قيمة الكتاب الجزء الذي كتبه باللغة العربية شقيق الفقيد الأستاذ حامد الزغل وتناول فيه حياة عبد القادر من طفولته إلى طور شبابه.
وبأسلوب روائي جذّاب وبتعبير رشيق، حاول الأستاذ حامد الزغل التعريف بشخصية شقيقه وبميوله ونشاطه من خلال معاشرته إيّاه، مستعيناً في ذلك بشهادات أشقائه وأصدقائه الذين عاشروه في فترة ما من حياته.
ولا يمكن للقارئ إلّا أن يجد متعة عظيمة في متابعة الرحلة التي يأخذه إليها حامد الزغل وهو يغوص به تارة في الوسط العائلي الذي تربّى فيه هو وأشقاؤه وما يميّزه من نمط عيش، وتارة أخرى في الأجواء السائدة في مسقط الرأس مدينة صفاقس في فترات الطفولة والمراهقة والشباب في الأربعينات والخمسينات، قبل أن يتطرّق للتجربة الكشفية التي خاضها هو وشقيقه عبد القادر ولمساهمتها في المقاومة إبّان ثورة 1952، وصولا إلى مرحلة الدراسة الجامعية في باريس.
ونورد في ما يلي الجزء الكامل من الكتاب، بقلم الأستاذ حامد الزغل.
التحميل
- اكتب تعليق
- تعليق