إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ: ما أشبه البساتين في تطاوين... بالقصور في إسبانيا !
يقول وزير التكوين المهني والتشغيل، دون أن يرفّ له جفن، "إن تطاوين ستحتاج مستقبلا إلى يد عاملة من خارجها".
هكذا... بكل تفاؤل...
وقد أعياني التفكير في سر هذا التفاؤل وفي المعجزة التي ستقلب الأوضاع رأسا على عقب في ولاية صحراوية تشكو من شتى أصناف "الجفاف" الخِلْقِيِّ والمُكْتَسَب بفعل التهميش التنموي، إلى ولاية جذابة للمال والرجال، فلم أجد من تفسير مقنع أكثر من أن تطاوين ستتحول إلى بساتين غنّاء بفضل "شركة البيئة والبستنة" التي بشرت الحكومة بالترفيع في رأسمالها حتى تتمكن من الانطلاق في الانتداب الفوري لأعوانها...
وانه لشيء عجاب حقا هذا الكمّ الصادم من الارتجال الذي تعالج به حكومتنا الرشيدة شؤون البلاد وهذا القاموس الذي تخاطب به العباد... أفلم يكن بامكانها على الاقل أن تختار لـ"شركة البيئة والبستنة" اسما آخر ألصق بواقع المنطقة وبانتظارات أهلها؟..
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق