محمد ابراهيم الحصايري: أما يكفينا تبديد هيبة الدولة في الداخل؟
من الأخبار "المستفزّة" التي استوقفتني خلال الأيام القليلة الماضية خبر تأجيل الجولة التي كان رئيس الحكومة يعتزم القيام بها فيما بين 24 و27 جانفي 2017 على رأس وفد من رجال الأعمال في كل من السودان وبوركينا فاسو والنيجر، إلى أجل غير مسمّى.
وقد جاء في تبرير هذا التأجيل أنه ناجم عن "تهاطل" عدد كبير من مطالب رجال الأعمال الذين يرغبون في مرافقة رئيس الحكومة في هذه الجولة، حيث وصل عدد مطالبهم إلى 240 مطلبا بينما كان من المقرر، حسب طاقة استيعاب الطائرة، أن يكون عدد المرافقين من رجال الاعمال 140 فحسب.
وما يسترعي الانتباه في هذا الخبر هو أن الإعلان عن تأجيل الجولة تمّ قبل أربعة ايام فقط من بدئها، كما تم بـ"برودة لافتة" وكأن الأمر شأن داخلي بحت أو كأنه يتعلق بتأجيل جولة في ثلاث من ولايات البلاد، وليس في ثلاث دول ذات سيادة لها هي أيضا برامج عملها والتزاماتها واستحقاقاتها الداخلية والخارجية...
ولست أدري "هل وكيف ومتى" تم التنسيق مع الدول المعنية بخصوص هذا التأجيل، وآمل أن يكون ذلك قد تم فعلا، وبلباقة، وفي متّسع من الوقت، ومع ذلك فإنني أخشى أن يكون للتأجيل أثر سلبي على صورة الدولة التونسية وعلى مصداقيتها في القارة الإفريقية التي لا يتطابق خطابنا الانشائي عنها مع تعاملنا الفعلي معها...
إن هذا التأجيل الذي ما كان ليتم مجرّد التفكير فيه فضلا عن تقريره لو كان الأمر يتعلق بجولة في ثلاث دول أوروبية أو من أي منطقة أخرى من مناطق العالم... يدلّ على أننا ما نزال نتعامل مع القارة الافريقية بأسلوب لا يمكن، في نظري، أن يساعد بلادنا على إرساء الشراكة التي تطمح إلى إقامتها مع الدول الإفريقية على قواعد ثابتة من الاحترام المتبادل...
ولكل ذلك فإنني أود أن أقول لمن يريدون أن يسمعوا وأن يعوا وأن ينتفعوا: إذا كنا نريد حقا أن ندشّن سياسة إفريقية ناجحة ناجعة، فلنحذر من أن ندع هيبة الدولة تتبدّد في الخارج مثلما تبدّدت، مع الأسف الشديد، في الداخل./..
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق