أخبار - 2016.12.21

كلمة الأستاذ الشاذلي القليبي في تأبين المرحوم محمّد المغربي

كلمة الأستاذ الشاذلي القليبي في تأبين المرحوم  محمّد المغربي

بكلمات جدّ مؤثرة، أبّن الأستاذ الشاذلي القليبي المرحوم محمّد المغربي فقيد الإعلام التونسي والإعلام العربي وعضو هيئة تحرير مجلّة ليدرز العربية في موكب جنازته الذي أقيم بعد عصر يوم الأحد 18 ديسمبر 2016 بمقبرة منّوبة حيث وُوري جثمانه التراب إلى جانب رفيقة دربه المذيعة التلفزية والفنانة التشكيلية المرحومة نزيهة الزيدي المغربي.

وقد استعرض وزير الشؤون الثقافية والإعلام في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية خصال الراحل الذي خبر كفاءته العالية وحسّه السياسي المرهف حينما كان أحد أعضاده المقرّبين.

وقد جاء في كلمة التأبين ما يلي:

"الله أكبر،

بوَفاتك، أيّها الصديق العزيز، يَفقد الإعلام التونسي – والإعلام العربي  - الذي عرَفكَ مدّة إقامة الجامعة بتونس – يَفقد كِلاهما خبيرا ضليعا، خدَم المجتمع التونسي، بحماس وثبات، وخدَم القضايا العربيّة بإخلاص وذكاء.

لقد تميّزتَ، أيّها الأخ الكريم، بثقافة إعلاميّة عالية، وبِحِسّ سياسي مُرهَف، لِما فيه المصلحة، مع براعة في الاتّصال بأصحاب الشأن: فكثيرا ما حوّلتَ نِظرتهم إلى ما يستقطب عناية الرأي العام، وينفع القضايا التي تٌعنَى بها المؤسّسات الإعلاميّة. وقُمتَ بذلك في تلطّف الزميل العارف، تُقنع مخاطبيكَ، فيأخذون عنك، ويَستمعون إليك.

أيّها الأخ الزميل، لقد سعدتُ بما انعقد بيننا من صُحبة، ما انفكّت تنمو، وتتوثّق، تُغذّيها أفكار مشتركة، وتُعمِّق رابطتَها مودّةٌ مُتبادلة.

ولمّا ابتعد كِلانا عن الوظائف الإداريّة، إذا بِعُرى التقارب تزداد وُثوقا، بفضل ما كان يَجري بيننا، كلّ يوم، تقريبا، من اتّصال، على الهاتف، أو بالمُقابلة.

فقد كنتَ تُتابع دَوما الصُحف – التونسيّة والعالميّة – بنفس العناية التي كانت تُميِّز أعمالكَ، زمن المسؤوليات. فكُنتَ، أنتَ، تُطلعني على ما فيها من مقالات، تتوسّم أنّها من اهتماماتي.

أيّها الرفيق العزيز،

لقد كُنتَ لي، في عملي الإعلامي، ثمّ في الأمانة العامّة لجامعة الدُول العربيّة، مِن الكفاءات الذين اعتمدتُ عليهم، وأثق بآرائهم، وأفوّض إليهم مسؤوليّة المبادرة إلى ما يرون فيه المصلحة.

ورغم أنّكَ نُكِبتَ، باكرا، في حياتكَ الخاصّة، نكبةً لم تَجد عنها السلوان، فإنّ جهودكَ الطيّبة بقِيت في تنام؛ وكأنّ اجتهادك في القيام بالواجب كان لكَ وسيلة إلى نِسيان ما يُؤلم؛ لا سيما وأنّك، بعد غياب العزيزة عليكَ، كان الشعور بالمسؤوليّة يَزداد لديكَ، في صَون العائلة التي انتظمت بينكما.

رحمكَ الله، وتقبّلكَ بواسع المغفرة والرضوان.
وجعل ذكركَ، على ألسنة ذويكَ ومُحبّيكَ، مِن نِعم الله على عِباده الطيّبين.

ولا حول ولا قُوّة إلاّ بالله العًليّ العظيم".
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.