في العدد 12 لليدرز العربية خفايا وأسرار الاتفاق بين الحكومة واتحاد الشغل وملفات هامّة أخرى
في حديث خاصّ لليدرز العربية تنشره في عددها الثاني عشر (15 ديسمبر 2016/ 15جانفي2017) كشف محمّد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية عن خفايا وأسرار الاتفاق الحاصل بين حكومة الوحدة الوطنية والاتحاد العام التونسي للشغل الذي جنّب القطيعة بين الطرفين وتفادى تأزيم المناخ السياسي والاجتماعي في البلاد. كما قدّم بيانات ضافية حول أوضاع الصناديقالاجتماعية وما سيطرح من تصوّرات أوّلية لإنقاذها على النقاش العام، فضلا عن خطط الوزارة لدفع العمل الاجتماعي والأخذ بيد العائلات المعوزة ونشر ثقافة المؤسسات ودعم النشاط الثقافي فيها. وسلّطت المجلّة الضوء على الشخصية المتعدّدة الأبعاد لمحمّد الطرابلسي، الوزير المفاوض باسم الحكومة.
ومن المواضيع الهامّة التي تضمّنها العدد الجديد ما تناوله بالتحليل الدكتور احميدة النيفر في مقال وُضع عنوانه في الغلاف حيث بيّن أنّ إقالة الدكتور عبد الجليل بن سالم من منصب وزير الشؤون الدينية توحي بوجود أزمة عميقة تكتنف طبيعة هذه الوزارة وتشمل مهامها وما يُنتظر منها، وذلك منذ تأسيسها في مطلع التسعينات للقرن الماضي. وأشار إلى أنّ الوزير انساق أمام اللجنة البرلمانية نحو الجواب السهل الذي درجت عليه عموم النخب عند معالجة مصاعب الشأن الديني في تونس، فاختار الجواب السياسي الذي يلقي المسؤولية على الآخر، متجاهلا المهمة التي ينبغي أن تعمل على تأسيس المرجعية الدينية العلمية المعاصرة المفقودة.
كما اهتمّت المجلّة بنتائج التقرير الوطني حول وضعية الطفولة في تونس لسنة 2015، وهو أوّل تقرير من نوعه يصدر بعد 14 جانفي 2011. وفي التقرير من المؤشّرات ما يبعث على الارتياح والتفاؤل بمستقبل الطفولة وفيه أيضا من المعطيات ما يثير القلق والانزعاج بخصوص ظواهر بدأت تتفاقم في السنوات الأخيرة، ومنها بالخصوص أطفال الشوارع والولادات خارج الزواج والعنف المسلّط على الأطفال بمختلف أشكاله.
وفي ترابط مع هذا التقرير، تطرّق رشيد خشانة إلى ما يتهدّد المجتمع التونسي من مخاطر بسبب حالة الفراغ والضياع والملل التي يعيشها الشباب الذي تنامت في صفوفه ظواهر تعاطي المخدّرات والمنشّطات العقلية والانتحار، داعيا إلى اليقظة والتمعّن في هذه الحقائق قبل فوات الأوان.
ووجّه حامد الزغل تحية إلى روح الفقيد محمّد المصمودي في مقال بعنوان "من ابن بحري بسيط إلى رجل دولة" وروى البعض من ذكرياته في تعامله مع هذا المناضل الوطني البارز، مستعرضا جوانب من مسيرته السياسية إلى حين انقطاعها، على خلفية دوره في مشروع الوحدة المجهض بين تونس وليبيا.
وتساءل عامر بوعزّة: هل كانت تونس في حاجة إلى ثورة؟ وهل كان من الضروري إصلاح نظام السابع من نوفمبر أم تفكيكه؟، وذلك انطلاقا من تحليل لمواقف الناشط السياسي أحمد نجيب الشابي ورؤاه بعد 14 جانفي 2011 وللأسباب التي حالت دون وصوله إلى قصر قرطاج.
وفي مجال الاقتصاد، خصّصت ليدرز العربية ملفّا لقطاع التمور في تونس تناول، استنادا إلى الإحصائيات، إشكالات الإنتاج وآفاق التصدير في ظلّ احتدام المنافسة في الأسواق العالمية.
وبمناسبة مائوية الثورة العربية، نشرت المجلّة نصّا للأستاذ الجامعي والديبلوماسي اللبناني خالد زيادة تضمّن تحليلا للأبعاد التاريخية لهذه الثورة التي مثّل اندلاعها بداية مسار طويل متشابك ومعقّد يتواصل إلى يومنا هذا، بعد قرن من الزمن على الطلقة التي أطلقها من بندقيته الشريف حسين بن علي، معلنا بذلك بداية الثورة على الأتراك.
أمّا السفير السابق محمّد ابراهيم الحصايري، فقد انطلق من مخرجات الندوة الدولية حول الاستثمار ليلاحظ أنّ تونس ظلّت تدور في نفس الحلقة من العلاقات التقليدية التي قد توحي بأنّها مازالت لا تضع في حسابها، على الأقلّ بالقدر الكافي، كلّ المتغيّرات التي يشهدها العالم حاليا والتحوّلات الجارية التي هو مرشّح لأنّ يشهدها في المستقبل.
وتولّى في هذا السياق التعريف بما اصطلح على تسميته بـ" طريق الحرير الجديد"، هذا المشروع الصيني الضخم الذي ينتظر أن يكون له شأن كبير في رسم معالم مستقبل العالم بأسره متسائلا: أين تونس منه؟
ومن ناحية اخرى، أورد عبد الدايم الصماري ذكريات مثيرة عن مدينة قندهار حينما تولّى تغطية الحرب في أفغانستان مبعوثا خاصّا لتلفزيون أبو ظبي.
واحتفاء بمأويّة الأديب محمّد المرزوقي، سلّط الدكتور الحبيب الدريدي الضوء على جانب من مسيرة هذا العلم التونسي منذ النشأة والتكوين وعلى دوره البارز في مجالات الصحافة والأدب الشعبي والتحقيق العلمي للنصوص، مستعرضا تراثه الزاخر والأعمال التي يعمل نجله رياض المرزوقي على إصدارها.
وانفردت مجلّة ليدرز العربية بنشر رسالة بخطّ يد الزعيم الحبيب بورقيبة بعث بها من مكّة المكرّمة إلى صديقه الصحفي الفلسطيني محمّد علي الطاهر عند أدائه لفريضة الحجّ في نوفمبر 1945 والتي تكشف عن الاتصالات التي أجراها آنذاك مع ملك السعودية ومستشاريه ووفود عربيّة بغية التعريف بالقضية التونسية.
وفي ركن "ثقافة وفنون" تحدّث عز الدين المدني عن المضايقات التي تعرّض لها عندما كان مشرفا على الملحق الثقافي لجريدة "العمل"، لسان حال الحزب الاشتراكي الدستوري، جرّاء نشر كاريكاتور للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة الذي كان يكره هذا الفنّ، في حين اغتنم علي اللواتي مرور نصف قرن على إصدار ما اصطلح على تسميته بـ"بيان الأحد عشر" حول المسرح التونسي ليشرح منطلقات ودوافع نشر هذا البيان النقدي لتوجّهات الفنّ الرابع في تونس في منتصف الستينات وليستجلي آفاق المسرح ملقيا هذا السؤال: هل من جيل جديد يشحن الفعل المسرحي برؤى وأهداف جديدة؟
وعلى صعيد آخر، نشرت المجلّة ورقات من دراسة صدرت في الأسابيع الأخيرة بعنوان "الإرهاب في تونس من خلال الملفّات القضائية"، مدرجة نصّ البيعة التي يؤديها الإرهابيون.
ولقراء المجلّة موعد في خاتمتها مع الطرائف واللطائف من خلال مقامة عادل الأحمر وبطاقة الصحبي الوهايبي.
- اكتب تعليق
- تعليق