هلاّ أقلعت عن هذه المِشْيَة السُّلحفاتية يا مجلس نواب الشعب؟
بقلم محمد ابراهيم الحصايري: عندما أعلن رئيس مجلس النواب في خاتمة جلسة منح الثقة، ووَسَطَ جَلَبَة المغادرين المُثْقَلَة رؤوسُهُم بأطنان الكلام الموزون وغير الموزون الذي قِيلَ يوْمَها، أنّ المجلس سيعقد قريبا، بناء على طلب الحكومة الجديدة، دورة استثنائية لمناقشة واعتماد جملة من مشاريع القوانين ذات الطابع الاستعجالي، حمدت الله حمدا كثيرا، وقلت في نفسي إنها بداية طيبة لشكل جديد من التعاون بين المجلس وبين الحكومة الجديدة...
غير أنّني اليوم، الاثنين 05 أوت 2016، يوم نشر هذ المقال، ألاحظ أن عشرة عشرة أيام كاملة بِنَهَاراتها ولياليها مرت على جلسة منح الثقة دون أن يحدّد المجلس تاريخ انعقاد الدورة الاستثنائية وجدول أعمالها، وهذا ما يشعرني بخيبة أمل حقيقية، إذ أن نواب الشعب ما يزالون، مع الأسف، جالسين جِلْسَتَهُم المُتَرَاخِية المعتادة رغم أنهم، ويا للمفارقة، زلزلوا المجلس بتصفيقهم عندما دعا رئيس الحكومة الجديد الشعب التونسي، وهم في مقدمته، إلى "الوقوف لتونس" من أجل إنقاذها مما يحدق بها من أخطار جسيمة.
والمحزن في هذا السلوك المتناقض هو أن المجلس، لا يقدّر، على ما يبدو، أهمية الاستحقاقات التي تنتظر بلادنا خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة... والتي يأتي في صدارتها استحقاق المؤتمر الدولي للاستثمار الذي سينعقد يومي 29 و30 نوفمبر 2016 أي في غضون أقل من شهرين...
وقد لا يتصوّر البعض كم هو كبير الحرج الذي أشعر به، شخصيا، عندما يلاحظ بعض الأصدقاء من سفراء البلدان التي سبق أن استثمرت وهي حريصة على مواصلة الاستثمار في بلادنا أن تونس بصدد إضاعة الفرص التي يمكن للمؤتمر أن يتيحها لها للخروج من نفق أزمتها الراهنة، ثم يردف قائلا: ولكن كيف السبيل إلى الاستفادة من تلك الفرص والرؤية ما تزال ضبابية في غياب مجلة الاستثمار والمخطط التنموي الجديدين؟
أفلا تشعرون أيها السادة نواب الشعب بأنها ستكون مصيبة كبرى... أن ندعو الأشقاء والأصدقاء إلى مائدة لا شيء عليها؟ وإن كنتم تشعرون، فهلاّ أقلعتم عن مِشْيَتِكُم السُّلحفاتية التي ستكلّف تونس غاليا، وستحرمها من فرص قد لا تتكرر أبدا إن لم نبادر إلى اقتناصها على الفور...
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق