أخبار - 2016.05.21

رسائل الرئيس الباجي قايد السبسي إلى مناضلي حركة النهضة

رسائل الرئيس الباجي قايد السبسي إلى مناضلي حركة  النهضة

كانت الساعة تشير إلى تمام السادسة مساء لمّا دخل الرئيس الباجي قايد السبسي القاعة المغطاة للمدينة الرياضة برادس وسط هتافات مناضلي حركة النهضة ( يا باجي ، يا باجي ) الذين يعدون بالآلاف وهم يحضرون جلسة افتتاح المؤتمر العاشر للحركة، إلى جانب عدد كبير من ممثلي أحزاب سياسيّة تونسيّة من مختلف الاتجاهات والمشارب وشخصيات وطنية ومن الضيوف من بلدان عربية وإسلامية وأوروبية وأسيوية.

وبنبرة غلب عليها الحماس ألقى رئيس الدولة كلمة  كانت محملة بعديد الرسائل الموجّهة بالأساس إلى مناضلي الحركة.
بدأ كلمته بآيات من سورة الإسراء ( وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق)، وحرص على يكون النص القرآني في موضع آخر من الكلمة سندا لتأكيده على فضائل الحوار والتسامح ونبذ احتكار النطق باسم الدين باعتباره مشاعا بين كل التونسيين (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
قال في البداية إنّه  تردد قبل المجيء إلى مؤتمر النهضة لأنه كرئيس جمهورية يقف على نفس المسافة مع كل الأحزاب، علما وأن عدد الأحزاب المرخص لها في النشاط بتونس يبلغ 204 أحزاب ، مضيفا أنّه لا يتصور أن يحضر جميع مؤتمراتها.
 وأكّد أنّه حضر افتتاح المؤتمر اعتبارا للجهود التي قام  بها هذا الحزب لدعم التوافق والمصالحة الوطنية ممّا أهله  للمشاركة في حكومةٍ توافقيَّة  لإنقاذ تونس من مخاطر الانزلاق نحو المجهولِ في ظِلِّ وضع إقليميّ ودوليّ مضطرِب.
وحيّا مساندة الشّيخ راشد الغنوشي وحزبه لمسار التوافق  وتشريك  كلِّ التونسيين ، ِدون  إقصاء ، في حماية  واستمراريّة الدولة والتشبُّثِ بالنّمطِ المجتمعي الحداثيِّ كما أراده مؤسِّس و الجمهوريةِ وبُناةُ تونس الحديثةِ.
وأكّد أنّ حضوره  المؤتمر يأتي في إطارِ التَّأكيد  على هذه المعانِي الأساسية، ملاحظا أنّه يعي قدرة التونسيين على حسن إدارة الاختلافات فيما بينهم  وبالتالي قدرتهم على حسن إدارة تعايشهم تحت سقف مبادئ الجمهوريّةِ وما تضمنه الدستور الجديد وهو دستور لِدولة مدنية ولشعب مسلم وليس لهم  من خيار سوى ذلك.
ونوّه الرئيس الباجي قايد السبسي بالتطور الذي عرفته حركة النهضة بقيادة الأستاذ راشد الغنوشي والذي تجلى في الإقرار بضرورة العمل على التحول إلى حزب سياسي وطني ومدني يقطع مع الشمولية العقائدية واحتكار النطق باسم الدين.
وعبر عن الأمل أن يتوصل مناضلو النهضة من خلال أشغال مؤتمرهم إلى التأكيد على أن النهضة أصبحت حزبا مدنيا تونسيا قلبا وقالبا ولاؤه لتونس وحدها وعلى أنّ الإسلامَ لا يتناقضُ مع الدّيمقراطيّة.
كما أعرب عن الأمل في أنّ تؤكّد أشغال المؤتمر على خصوصية حركة النهضة المستمدة من طبيعة المجتمع الذي نشأت فيه، ممّا يفرض اعتبار السياق الاجتماعي والسياسي التونسي وحده لا غيره عند تقرير سياساتها.
وقال الباجي قايد السبسي إنّه يتطلع إلى أن يكون المشروع السياسي للنهضة بعد إقرار المراجعات المعلنة في إطار المؤتمر منسجما مع السياق الوطني العام ومستجيبا لتطلعات الشعب التونسي .
وتوجه في الختام إلى المؤتمرين بالقول :" إنَّ التزامكم بهذه التوجهات سينزل بردا وسلاما على أنفس التونسيين وسيجلب للجميع الطمأنينة على نموذج العيش التونسي المتسم بالانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى ونبذ الغلو والتطرّف الديني والتزمت والعنف. كما أنهم سيطمئنون على مستقبل ديمقراطيتنا الوليدة ومكاسبنا الحداثية ودولتنا المدنية وإسلامنا الأصيل المتجذر في تراثنا الإصلاحي وتقليدنا التنويري".

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.