تونس/ الظرفية الاقتصادية، أهم المؤشرات: انهيار الاستثمارات الخارجية وقطاع الخدمات

تشير آخر الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء إلى أنّ الاستثمارات المباشرة الأجنبية في تونس - بدون اعتبار قطاع الطاقة - سجلت تراجعا مُهِمًّا خلال الثلاثي الأول من السنة يقدربـ 22,4% .
وتمثل الاستثمارات المباشرة الأجنبية نسبة 31,8% من المجموع، وقد تراجعت بنسبة  28,4% بالقياس إلى الثلاثي الأول من سنة 2015 وبنسبة 26,7% بالقياس إلى الثلاثي الاول لسنة 2010.
وتشير إحصائيات صادرة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي إلى أنّ ما حصلت عليه تونس من مداخيل في شكل استثمارات أجنبية مباشرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية يساوي 396,1 مليون دينار مقابل 510,3 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2015. ويُعْزْى انحدار خط الاستثمارات الأجنبية المباشرة بهذا الشكل اللافت أساسا إلى خُلُوِّ  الاستثمارات الخارجية من "استثمارات المحافظ " أي مجموع ما يمتلكه الفرد أو المؤسسة الأجنبية من أسهم أوسندات في منشآت مختلفة في البلاد التونسية، إذ لم تتجاوز هذه الاستثمارات خلال الثلاثي الأول من السنة نسبة 3,6% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقابل 19,5% خلال نفس المدة من سنة 2015.
وسجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة انخفاضا مشهودا على مستوى قطاع الخدمات (-59,8٪‏) .
وفي المقابل، سُجِّل نمو ذو بال على صعيد الاستثمار الخارجي في قطاع الصناعة (22,3% من جملة الاستثمار الخارجي) تقدر نسبته بـ7,1% بالقياس للسنة الماضية، لكنه ظل دون مستواه خلال الثلاثي الأول من السنة الماضية. ويعتبر قطاع الطاقة من أهم القطاعات المستقطبة للإستثمار الأجنبي، ويمثل لوحده ثلثي ما يَرِد على تونس من استثمارات (67,0%)، وقد ازداد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة بنسبة 8,9% قياسا بنفس المدة من السنة الماضية.

ليس لتونس صعوبات في خلاص ديونها الخارجية

هذا ما أكدته وكالة الترقيم الدولية ترادينغ إيكونوميكس (TRADING ECONOMICS) (اللوكسمبورغ) التي أسندت لتونس مرتبة 44/100 .ويتدرج الترقيم الذي تعتمده وكالة الترقيم هذه في تقديرها لمخاطر سداد الدين الخارجي من مائة نقطة (عدم وجود أي مخاطر من حيث القدرة على سداد الدين) إلى صفر (عجز تام عن خلاص الدين)، فيما صنفت الاْردن في المرتبة 45 والمغرب في المرتبة 54.

انتشار التقنيات الرقمية: تونس في المرتبة 93.

تشير إحصائيات صادرة مؤخرا عن وزارة  تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي إلى أنّ عدد المشتركين في شبكة  الانترنت تضاعف ثلاث مرات خلال الفترة الممتدة بين سنة 2010 وسنة 2015، إلا أنّ تزايد هذا الانتشار لم تتجاوز نسبته في السنة الماضية 5,6٪‏ مقابل 53,6٪‏ في سنة 2010 و38,2٪‏ خلال الفترة بين /2007 و2010.
تراجُعٌ بنفس النسق حصل على مستوى استعمال الأجهزة الإعلامية الرقمية الذي حقق نموا بنسبة 8,7%  في سنة 2015 مقابل 21,8٪‏ (معدل) خلال الفترة بين 2007 و2010. وتحتل تونس المرتبة 93 من 167 بلد أي نفس مرتبتها في سنة 2010.

يوسف قدية