روسيا تحشد الدعم لجهودها في مكافحة الإرهاب
موسكو- من مبعوث ليدرز الخاصّ عبدالحفيظ الهرقام - روسيا التي غيّرت عودتها القوية إلى الشرق الأوسط المعادلات الجيو استراتيجية في المنطقة لا تريد أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام تنامي التطرّف وتفاقم ظاهرة الإرهاب المعولم. لذلك فهي ترى ضرورة أن تتوحّد جهود المجموعة الدوليّة من أجل مواجهة هذه الظاهرة ديبلوماسيّا وعسكريّا وإعلاميّا وفكريّا.
وقد اقترح الرئيس فلاديمير بوتين إنشاء جبهة دوليّة واسعة لمكافحة هذه الظاهرة تحت لواء منظمة الأمم المتحدة.
وجاء التذكير بهذا الاقتراح على لسان مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونائب وزير الخارجيّة ميخائيل بودغانوف في افتتاح المنتدى الذي تنظمه مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا- العالم الإسلامي يومي 20 و21 أفريل الجاري بموسكو، بمشاركة قرابة 70 صحفيا وإعلاميا من روسيا وعديد الدول الإسلامية، بغية البحث في أقوم السبل الكفيلة بالتصدي للتطرّف والأرهاب من خلال وسائل الإعلام والاتصال.
واعتبر بودغانوف أنّ الأوضاع لم تتغيّر نحو الأفضل في الأشهر الأخيرة، إذ لم تتوقف تهديدات داعش وتنظيمات إرهابية أخرى. ولاحظ أنّ هذه التنظيمات تستخدم وسائل الإعلام والانترنات وشبكات التواصل الاجتماعي "للتلاعب بالرأي العام"، ممّا جعل الكثير من الشباب يقعون في فخاخها، داعيا الإعلاميين إلى المساهمة في إقامة البنية الفكرية المناهضة للإرهاب.
وأشار إيغور موروزوف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ) إلى الدور الهام الذي اضطلعت به هياكل الدولة وقوات الجيش والأمن الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي في مكافحة الإرهاب في البلاد، مؤكّدا أنّه بإمكان روسيا مساعدة شركائها في أوروبا على مقاومة هذه الظاهرة.
ومن جهة أخرى انتقد بشدّة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم "القاعدة" وتنظيمات أرهابية أخرى، في مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن الصادر إثر هجمات 11 سبتمبر2011، والقاضي بمنع تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابيّة بأيّ شكل من الأشكال.
وذكر أنّ ما شهدته سوريا من أحداث منذ سنة 2011 يمثّل "أولى تجليات الاستراتيجية الأمريكية لتغيير الحكومات في الشرق الأوسط".
وبعد أن أشار إلى أنّ روسيا استخدمت القوّة والدبلوماسية في مكافحة الأرهاب في سوريا، أبرز الدور الذي تقوم به بلاده من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.
وذكر أنّ "فيروس الإرهاب" انتقل إلى أفغانستان حيث يوجد، حسب قوله 60 ألف عنصر ينتمون إلى داعش وأنّ حربا تدور رحاها في خمس محافظات في هذا البلد بين القوات الحكومية والإرهابيين، قائلا" نحن نشاطر ما تشعر به السلطات الأفغانية من قلق شديد إزاء هذا الوضع ولا يمكن لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي".
أمّا السفير فينيامين بوبوف، منسق مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا- العالم الإسلامي، فإنّه يرى ضرورة القيام بتحرّك على الصعيد الدولي لمنع آلاف المواقع على شبكة الانترنات التي تجنّد لداعش وللتنظيمات الإرهابيّة الأخرى.
- اكتب تعليق
- تعليق