أدب وفنون -
2016.04.14
سلاح الفنّ، نعم السلاح
الشارع هو ركحهم والمارّة جمهورهم، هم في ذلك لا يختلفون عن الموسيقيين الذين نشاهدهم في شوارع ومحطاّت المترو في عديد مدن الغرب. رغدة فحولة ومحبّ الوسلاتي وسهيب الزلزلي ومهدي خليفة ونور الزمان خليفة، شبان تونسيون استهوتهم الموسيقى، فاختاروا أنّ يمارسوها في الفضاءات العمومية، تجسيما "لحقّ المقهورين في الاستمتاع بالحياة"، هكذا تقول رغدة التي تنتمي إلى فرقة "الفنّ سلاح".
نشاطهم غير المعهود أثار انتباه رئيس مركز الأمن لدى مروره بشارع جون جوريس بالعاصمة حيث كانوا يعزفون للمارّة، فتمّ استدعاؤهم للمركز حيث أجبروا على التوقيع على التزام بالإقلاع عن العزف في الطريق العام.
ما سبب هذه الخشية، هل لأنّ فرقتهم تحمل اسم "سلاح الفنّ "؟ إن كان الأمر كذلك فنعم السلاح. فلعلّه الأنسب لمقاومة ثقافة الموت ومريديها من أعداء الحياة. ألم يكن من الأجدى تركيز الاهتمام على ظاهرة الانتصاب الفوضوي الذي شوّه مدن تونس وقراها والتصدي للجريمة بشتّى أنواعها، بدل مضايقة شباب فضّلوا سلوك درب الفنّ ، تفاديا للفراغ الذي قد يجرّهم إلى الوقوع بين مخالب الانحراف والإرهاب؟
ولأنّ هؤلاء مؤمنون أشدّ الإيمان برسالة الفنّ، فإنٰهم عادوا عشية الأربعاء إلى ممارسة هوايتهم في نهج مرسيليا بالعاصمة غير عابئين بما التزموا به تحت الضغط. اتركوهم وشأنهم، إنّهم يسهمون بموسيقاهم في نزع الكآبة عن المشهد العام.
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات