عزيز كريشان في حديث عن كتابه "وعد الربيع" (La Promesse Du Printemps) - فيديو

لا شكّ أنّ من أهمّ الكتب التي صدرت في الأسابيع الأخيرة  كتاب عزيز كريشان، المفكّر والمناضل السياسي الذي شغل لمدّة 15 شهرا خطّة وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية المؤقّت المنصف المرزوقي. ويعدّ مؤلّفه "وعد الربيع"  (La Promesse du Printemps) وثيقة مرجعية لفهم العوامل السياسيّة والفكرية والاقتصادية التي مهدت لقيام ما سميّ بثورات "الربيع العربي" في عدد من الدول العربية من بينها تونس، وللوقوف عند حصيلة خمس سنوات من الانتقال الديمقراطي في بلادنا. وفضلا عن قيمته التحليلية والتأريخية، فإنّ الكتاب يتضمّن رؤية لمستقبل تونس، من خلال طرح مشروع وطني في مختلف المجالات.

في الحديث الذي خصّ به موقع ليدرز العربية يتعرّض عزيز كريشان إلى النفوذ المتزايد للشبكة المافيوزية في تونس بعد الثورة، معتبرا أنّ الفساد المستشري يمثّل الخطر الحقيقي الذي بات يهدّد البلاد إلى جانب الإرهاب. وأكّد أنّه مازال بمقدور الدولة والسلطة السياسيّة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف هذا التيار.

كما تعرّض عزيز كريشان إلى ما ساد صائفة 2013 من توتّر سياسي في تونس بعد الانقلاب في مصر ومقتل محمّد البراهمي في 25 جويلية، وموقف مختلف الأطراف السياسيّة من حالة الاحتقان التي كادت أنّ تؤدي إلى نشوب حرب أهلية. وفي هذا الصدد أشار إلى موقف المنصف المرزوقي المزدوج، إذ كان يتظاهر بدعم خيار الحوار الوطني ولكنّه في الوقت نفسه كان يدفع أصدقاءه في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية إلى عرقلة الجهود المبذولة من أجل انفراج الأوضاع لحسابات شخصية ضيّقة.

ولم يخف انتقاده للسياسيين في تونس الذين لا همّ  لهم سوى الوصول إلى السلطة، على الرغم من غياب البرامج لديهم، مؤكّدا أنّ 14 جانفي خلق قطيعة مع جوانب من الماضي وأنّه من المستحيل أن يقبل التونسيون وخاصة الشباب أنّ يعيشوا من جديد ثقافة الاضطهاد والظلم والإهانة .

ورغم دقّة الظرف الذي تمرّ به تونس، أبدى عزيز كريشان تفاؤله بمستقبل البلاد وبقدرتها على تجاوز هذه المرحلة.