أخبار -
2016.04.09
أيّها "السّرّاج"... رجاءً لا تمنحهم "السّرج" الذي يطلبون !
في هذا اليومِ الحزين، يومِ التاسع من أفريل، اليومِ الذي يذكّرنا بسقوط بغداد قبل ثلاث عشرة سنة، أريد أيّها "السّرّاج" أن أتوجّه إليك لأقول لك بكلّ بساطة: رجاءً لا تمنح الذين يريدون أن يركبوا الحصان الليبي الأَنُوفَ "السّرج" الذي يمكّنهم من ركوبه...
إن الأنباءَ التي يسرّبونها هذه الأيام إلى وسائل إعلامهم تؤشر إلى أنهم يواصلون إعداد العدّة للتدخّل في بلادك، ويبدو أنّهم لا ينتظرون إلا أن تردَّ على تحيّتهم لك بمثلها أو بأحسن منها، فَتُبَادِلَهُم الشرعيّة التي أضفوها عليك وعلى حكومتك بالشّرعية التي سَتُضْفِيها على هذا التدخّل المُبَيَّت.
ولأنّني تابعتُ الطّريقة التي دخلتَ بها طرابلس من البحر محفوفا بـ"حمايتهم" البحريّة والجوّية والأرضيّة، أعلم علم اليقين أنه لن يكون سهلا أن ترفض لهم طلبا، ولكنني، رغم ذلك، سأظلّ آمل أن تعمل على إرضاء أبناء وطنك لا على إرضائهم، وعلى إحراز تأييد شعبك لا تأييدهم... وإنّك لن تحرز تأييد شعبك إن منحتهم "السّرج" الذي يطلبون...
وحتّى لا تخضع لإغراءاتهم أو إكراهاتهم المتوقَّعَة، وحتى لا يَفُتَّ في عَضُدِكَ تواطؤُ بعض أشقّائك المنتظَر معهم، فإنني أريدك أن تستحضر دائما أنهم ما دخلوا قرية إلا أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة، وما جاسوا خلال الديار إلا أهلكوا الحرث والنسل وزرعوا الشقاق والفتنة بين أهلها... وإن لك في الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن لخير عبرة...
وربّما لن يَمْنَعَهُمْ امتناعُكَ عن منحِهِمْ هذا "السّرج" من ركوب الحصان الليبيّ الأنوف بدون سَرْجٍ، أو بِسَرْجٍ مُصْطَنَع مُزَيَّف... لكن التاريخ، عندئذ، سيحاسبهم حسابا عسيرا، طال الزمن أو قصر، وسيحفظ لك أنّك كنت رجلا بحقّ، وأنّك تحاشيت فتح أبواب بلادك وأبواب ما حولها أمام جحافلهم العازمة على بثّ فَوْضَاهُم "الخنّاقة" لا "الخلاّقة" في سائر أرجاء المنطقة...
وختاما فإنني أدعوك إلى أن تتذكّر أن أطماعهم في بلادك قديمة جديدة وهي مستحكمة متجّددة عبر الأحقاب المتتالية، وإلا فكيف تفسر أنّ نشيد "بحرية" زميمتهم الذي يعود تاريخه إلى سنة 1879، أي إلى ما قبل 137 سنة، يبتدئ بهذا البيت:
من أَبْهَاءِ مُونتيزوما إلى سواحل طرابلس*...
محمد ابراهيم الحصايري
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات
الأخبار الأكثر قراءة
2024.11.18