سنيا مبارك تؤبّن الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد
أبّنت سنا مبارك وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث شاعر تونس الكبير محمد الصغير أولاد أحمد الذي توفي يوم الثلاثاء بعد صراع مرير مع المرض.
وقد جاء في كلمة التأبين البليغة لسنيا مبارك ما يلي:
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
"تونسيا مرة واحدة
تونسيا دفعة واحدة
أو لا تكون.."
كذلك كنت وسوف تظل كما أنشأتك الطبيعة في أرضك البكر ذات ربيع من سنة الحرية سنة الاستقلال (1955) بمنطقة النوايل من سيدي بوزيد عنادا يكابر كل الطغاة، سلاما يطاول عشق المحبين للأرض وطنا وملاذا، تقدما وإبداعا، ولأنك "زرعت الشك في أرض اليقين" وهيأت للورود مضطجعا من رؤاك، ترعرعت في قلوب الناس قبل أن تعبّر عما بدواخلهم، واقتربت من جراحهم حتى أحسست بها قبلهم، ولم تدخّر جهدا لتبدع أحلامهم فنا راقيا وصورا شفافة " فنلت بحياتك ما تسمو به هذه الحياة".
الله أكبر،
الله أكبر،
الله أكبر،
بصدق نطقت، وفي سبيل الكلمة سجنت في الثمانينات، ولأجلها أسست أوّل بيت شعر في الوطني العربي في بداية التسعينات، وأدرته بصبر المحبين واندفاع الأطفال وجنون الشعراء، مضيت به حيث شئت من الإبداع ولكن قصائدك حلقت خارجه أكثر مما قبعت فيه، لأنك ممن لا يطيق البيوت المهيأة للسكون، حتى وإن كان بيتا للشعر رفعته بساعديك، وقلدته النخب في كثير من بلاد العرب، متمردا على الظلم عشت، منحازا إلى الأرض والفقراء نشأت " تحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد" لذلك إنحزت إلى الشعب حينما وقف للظلم، ونصّبت نفسك في أعلى " القيادة الشعرية للثورة" مذ كانت انتفاضة إلى أن انعتقت من الاستبداد لترى النور كيانا جديدا لشعب عريق. تصدّيت للتخلف مقدار ما غنيت للحب، آمنت بالمرأة فعلا يجعل النساء في بلادك " نساء ونصفا" تعلمت كيف تشق طريقك بيسر وإصرار إلى قلوب الملايين فكتبت شعرا محبا ونثرا ساخرا من الظلم هازئا بعروش الاستبداد الخاوية، فترقيت في قلوب الناس.
الله أكبر،
الله أكبر،
الله أكبر،
لقد ناضلت بعزم وكابرت المرض فساندتك الملايين المتعطشة لنبعك الصافي فهنيئا لك الخلود، وصبرا جميلا لنا على فراقك وستبقى مؤتلقا في قلوبنا وقلوب الملايين بعدنا كلما إئتلق حرف وصدح نشيد، ستظل كما أردت لنفسك أن تكون:
"تكتب دوما نشيدا بدمك
لشهيد ظل صوتا بفمك
تونسيا مرة واحدة
تونسيا دفعة واحدة
حتى تكون"
- اكتب تعليق
- تعليق