لماذا وجّه استدعاء إلى الوزير السابق عثمان كشريد للحضور بثكنة العوينة؟
فوجئت يوم الإثنين الفارط أسرة السيد عثمان كشريد الوزير السابق في عهد بورقيبة بإبلاغه استدعاء للحضور من الغد كشاهد لدى فرقة الأبحاث والتفتيشات التابعة للحرس الوطني بثكنة العوينة في قضيّة لم يُفصح عنها في الاستدعاء.
أعلم حفيد السيد عثمان كشريد، وهو محام، العون الذي جاء لإبلاغ الأستدعاء أنّ الوضع الصحّي لجدّه البالغ من العمر 95 عاما لا يسمح له بالتنقّل خارج البيت، فضلا عن موجة البرد القارص التي تجعل التحاقه بمقرّ الحرس الوطني أمرا صعبا للغاية. دوّن الحفيد على ظهر الاستدعاء الأسباب التي تحول دون امتثال جدّه لهذا الاستدعاء وأمضى.
تبيّن من خلال الاتصالات التي أجراها عدد من أفراد الأسرة ببعض الجهات بغية استجلاء حقيقة الأمر أنّ الوزير السابق استدعي كشاهد في قضية المرحوم محمّد علي عقيد اللاعب السابق للنادي الرياضي الصفاقسي والمنتخب الوطني لكرة القدم الذي لقي حتفه في 12 أفريل 1979 بالمملكة العربيّة السعوديّة إثر إصابته بصاعقة، حسب الرواية الرسميّة. وقد حرص المحقّق قبل ختم البحث في هذه القضية التي لم تبح بأسرارها على الاستماع إلى السيد عثمان كشريد باعتباره وزيرا سابقا للداخليّة. ولكن أيّ علاقة للسيد عثمان كشريد بهذه القضيّة، إذ كان زمن وفاة المرحوم محمّد علي عقيد وزيرا مكلّفا بالعلاقات مع مجلس الأمّة وكاتبا عامّا للحكومة وتعيينه في منصب وزير الداخليّة لم يتم إلّا يوم 27 ديسمبر 1979؟ في نهاية الأمر، تأكّد للجهة التي أصدرت الاستدعاء أنّها وقعت في لبس.
تحوّلت هذه الحادثة الطريفة إلى موضوع ممازحة بين السيد عثمان كشريد وأفراد أسرته الذين كلّما سألوه عن المرحوم عقيد أطلق ضحكة. ألا يقال إنّ الضحك يطيل عمر الانسان؟ أطال الله عمر الرجل الفاضل والوطني الغيور الوزير السيد عثمان كشريد.
- اكتب تعليق
- تعليق