"ذكريات وال في الزمن البورقيبي"
سيجد الشغوفون بكتب المذكّرات متعة كبيرة في قراءة المؤلّف الصادر عن الأستاذ الطاهر بوسمّة "ذكريات وال في الزمن البورقيبي".والكتاب الذي يقع في 713 صفحة هو دعوة إلى تصفّح سجلّ زاخر بذكريات مناضل سياسي تحمّل مسؤوليات سامية في الدولة، معتمدا ثمّ واليا على الكاف وقفصة والقيروان ومديرا عاما للشؤون الجهويّة بوزارة الداخليّة ونائبا بمجلس الأمّة.
شخصيات عرفها حول بورقيبة
ومن خلال سرد هذه الذكريات تتراءى صورة تونس وهو تقطع المراحل على درب التنمية الشاملة منذ سنوات الاستقلال الأولى وتترسم ملامح كبار الفاعلين في المشهد السياسي الوطني، وفي مقدّمتهم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وحرمه وسيلة بورقيبة وأحمد بن صالح والهادي نويرة ومحمّد مزالي ومحمّد المصمودي والهادي خفشّة وأحمد المستيري ومصطفى الفيلالي، الذين عرفهم الأستاذ الطاهر بوسمّة من قرب. أورد الكاتب ما سمعه من هذه الشخصيات وما جرى في مقابلاته معها، راويا أحداثا هامّا كان شاهدا عليها.
وتناول الأستاذ الطاهر بوسمّة بالخصوص مسيرة صديقه الوزير الأوّل الأسبق محمّد مزالي الذي تعهّد بالدفاع عنه في القضيّة التي تعلّقت به إثر عزله وفراره إلى الجزائر في 3 سبتمبر 1986 وأطوار المحنة التي واجهها إلى حين عودته إلى أرض الوطن.
الوالي المولع بالثقافة
يكتشف القارئ من خلال الكتاب الجهود المقدّرة التي بذلها الأستاذ الطاهر بوسمّة في سبيل النهوض بالثقافة في الجهات التي عيّن واليا عليها، إلى جانب اهتمامه بمختلف مجالات التنمية بها. وقد اقترن عمله في ولايات الكاف وقفصة والقيروان بإحداث فرق مسرحيّة بها، ممّا يؤكّد حسّه الثقافي المرهف وإيمانه بمكانة المبدعين ولا سيّما أهل المسرح في المجتمع.
قيمة تاريخيّة
لا تخفى عن القارئ قيمة الكتاب إذ تضمّن شهادات حيّة على أحداث مثّلت صفحات من تاريخ تونس منذ الاستقلال إلى ما بعد 14 جانفي 2011 وحرص الكاتب، تيسيرا على القارئ، إدراج كشاف لأسماء الأعلام والمجموعات وكشاف للأماكن الجغرافية.
كما احتوى الكتاب في جزء منه على صور تذكاريّة لزيارات الرئيس الحبيب بورقيبة للقيروان بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولتفقده لإنجازات في الولاية في سنوات 1973 و1975 و1976 و1977 وكذلك لشخصيات زارت القيروان لمّا كان واليا عليها من سنة 1971 إلى سنة 1978.
- اكتب تعليق
- تعليق