أخبار - 2015.12.21

الثائر الفلسطيني فاروق القدومي "أبو اللطف" ‬في‭ ‬حديث‭ ‬الفعل‭ ‬والذكريات لمجلة ليدرز العربية- فيديو

الثائر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬الفعل‭ ‬والذكريات

الحديث مع فاروق القدومي شيّق وممتع، يحملك إلى أحداث هامّة عاشها، وإلى محطّات مفصليّة في تاريخ الثورة الفلسطينيّة، التي يمثّل أحد وجوهها البارزة، إلى جانب رفاق الدرب أبو عمّار وأبو إيّاد وأبو جهاد وغيرهم؛ منذ أن كان طالبا في القاهرة في الخمسينيات من القرن الماضي، ومن موقعه بصفته أمين سرّ اللجنة المركزيّة ورئيس الدائرة السياسيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة ووزير خارجيّة فلسطين. كما يحملك الحديث إلى خلفيات المواقف المتفرّدة التي اتخذها هذا القيادي الفلسطيني الكبير إزاء خيارات أقرّتها منظمة التحرير بشأن مسيرة السلام مع اسرائيل، ولا سيّما اتفاقيات «أسلو» سنة 1993 وتداعياتها على القضيّة الفلسطينية. وإلى جانب الخوض في الماضي والحاضر بآماله وآلامه، واستحضار ما ظلّ عالقا في الذاكرة من إقامته في تونس لمدّة تناهز الثلاثة وثلاثين عاما ولقاءاته بعديد القادة العرب والزعماء في العالم، فضلا عن الدور الذي قام به في المحافل العربيّة والدوليّة للدفاع عن الحقوق الفلسطينيّة المشروعة، يلقي فاروق القادومي الضوء على الأوضاع الفلسطينيّة الراهنة، مع اندلاع الانتفاضة الثالثة؛ ويبدي رأيه في المتغيّرات السياسيّة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في ضوء الحضور العسكري الروسي في سوريا وتنامي الدور الإيراني في المنطقة وانعكاسات «الربيع العربي» على العالم العربي عموما والقضيّة الفلسطينيّة بوجه خاصّ.

في مكتبه التاريخي الكائن بالمنزه السادس بالعاصمة استقبلنا  «أبو اللطف» بلطفه المعهود. مكتبه المتّسع الأرجاء يوحي لزائره بأعباء العمل: ملفّات وأقلام عديدة ذات ألوان مختلفة أخذت مواقعها على المنضدة. وفي أنحاء أخرى من المكتب صفّفت مطبوعات ووثائق.. التاريخ البعيد والقريب حاضر بقوّة في فضاء مزدحم باللوحات والصور.

صورة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، تتوسّط الجدار الذي تتصدّر أمامه المنضدة،  فتجعل فاروق القدومي يرحل بوجدانه في كلّ آن وحين إلى مدينة يتطلّع  كلّ عربي وكلّ مسلم إلى زيارتها، عاصمةَ الدولة الفلسطينيّة المستقلّةوعلى جدار جانبي، علّقت خارطة فلسطين التاريخيّة قبل أن تلتهم إسرائيل جانبا كبيرا من الأراضي الفلسطينيّة وتمزّق أوصال شعب بأسره. على يمين المنضدة، وُضع العلم الفلسطيني، في حين ملأت الجدران صور جمال عبد الناصر وأبو عمّار وأبو إيّاد وأبو جهاد وصورة لـ«أبو اللطف» مع زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله. ولا يمكن أن تغيب عن نظر الزائر لوحة تحمل المقولة التالية لأحد حكماء العرب قبل الإسلام، قسّ بن ساعدة الإيادي:    

«إذا دخلت حربا ورأيت فيها الجبان يكرّ والشجاع يفرّ، وخسيس المحتد يتحكّم في عتيد المحتد، فانأى إلى رابية وترقّب، فإنّ في الأمر خيانة». لا شكّ أنّ هذه اللوحة بما تتضمّنه من حكمة وموعظة ستلازم فاروق القدومي في مكتبه في مدينة عمّان التي يتهيّأ إلى الإقامة بها. من موضوع رحيله من تونس يبدأ هذا الحديث.               

الرحيل إلى عمان

بشأن أسباب رحيل فاروق القدومي إلى عمان ونقل مقر الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية من تونس إلى العاصمة الأردنية، يقول أبو اللطف إنه ليست هناك أسباب لهذا القرار. إنما قضينا في تونس حوالي ثلاثة وثلاثين عاما وجاء يوم الرحيل. وهو قرار اتخذته القيادة الفلسطينية لكي نكون قريبين من أرض المعركة.

ذكريات من تونس 

كانت لنا في الحقيقة علاقات طيبة سواء مع المسؤولين التونسيين أو مع عامة الشعب. وقد عاملونا هنا معاملة الأخ لأخيه وقدموا لنا الدعم اللازم باستمرار. وبهذه المناسبة نجدد شكرنا لأبناء هذا الشعب المضياف على كل ذلكلي عديد الذكريات الطيبة مع بعض القيادات التونسية؛ على سبيل المثال مع الرئيس الباجي قايد السبسي، لما كان وزيرا للخارجية وأنا بصفتي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ حيث كانت لي معه لقاءات متميزة، ولا شك أن تلك المقابلات المستمرة كانت مفيدة وبناءة لنا جميعا.

كما كانت لنا مع الزعيم الحبيب بورقيبة لقاءات بروتوكولية في الغالب. وأذكر أنه لما قدم الإخوان من لبنان استقبلنا الرئيس بورقيبة ونحن مازلنا على ظهر السفن؛ وهو قائد ذكي وكانت له في تلك الأوقات رؤية سياسية جيدة لمسار الأحداث. لذا يعتبر من الرجال النادرين على المستوى العربي.
لقد عشنا في تونس طبعا أحداثا على غاية من الخطورة والأهمية، خاصة العدوان الإسرائيلي الغادر على ضاحية حمام الشط سنة 1985، وكذلك حادثتي اغتيال كل من الشهيد أبو جهاد والشهيد أبو إياد رحمهما الله. كانت كلها بالفعل وبالنسبة إلي أحداثا محزنة ومأساوية، خاصة استشهاد اثنين من أهم رفاقي في القيادة الفلسطينية. ولكن تلك هي الثورة، والثورة معرضة إلى الأحداث المؤلمة، كما فيها الاستشهاد

مع أبوعمار

تعرفت على القائد أبو عمار رحمه الله سنة 1950، عندما كنت طالبا ومنضويا في رابطة الطلاب الفلسطينيين؛ وقد كان دوما رئيسها. وحتى لما غادر القاهرة واستقر في الكويت، كانت لي معه بعد فترة لقاءات عديدة.... لذا أنا أعرف عنه الكثير.

كانت لي معه لقاءات كثيرة قبل حادثة التسمــم التــي أدت إلى استشهـاده. وفي المرة الأخيرة ذهبت لزيارته لما كان يعالج في المستشفى بباريس، وحزنت كثيرا لأني كنت متيقنا أنه سيستشهد. وقد حضرت لقاءنا زوجته

لم تكــن لي معــه خـلافات (في القضايا التي تهـم مــســار المقاومة الفلسطينية)؛ ربما كانت هناك بعـض المسائل التي لا نتفق معه بخصوصها، وهي في الغالب خلافات بسيطة... ولكن في آخر الأمر تتخذ القرارات بالاتفاق بين كل أعضاء القيادة الفلسطينية.

 

إقرأ المزيد
دور فاروق القدومي "أبو اللطف" على رأس الدبلوماسية الفلسطينية
فاروق القدومي "أبو اللطف" : المشاكس الذي لا يمكن الاستغناء عنه
فاروق القدومي "أبو اللطف": رؤساء وملوك عرفتهم
الثائر الفلسطيني فاروق القدومي "أبو اللطف" ‬في‭ ‬حديث‭ ‬الفعل‭ ‬والذكريات لمجلة ليدرز العربية

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.