الشاذلي القليبي :كنت سأتخرّج طبيبا

الشاذلي القليبي :كنت سأتخرّج طبيبا

كنت سأتخرّج طبيبا

تعلّقت همّتي أنا وصديقي محمود بالناصر بدراسة الطب، وفعلا سافرنا إلى فرنسا يوم غرّة أكتوبر 1945 على ظهر باخرة اسمها Chanzy وكان معنا أيضا الأمين بلاّغة وعبد العزيز بن حسن. وبينما كنت أتأهّب للتّسجيل في كليّة الطب وصلتني رسالة من والدي يقول لي فيها: «لقد زارنا في المنزل الأستاذ محمود المسعدي (وكان من أساتذتي في الصادقية) وسلّمني هذه الرسالة التي لم أفتحها وأبعث بها إليك طيّه.» ويقول لي فيها سي محمود : «إذا كنت تعتقد أنّ الطبّ الذي تتوجّه لدراسته يخدمالبلاد فإنّك مخطىء». لم يدخل فيها أكثر في التّفاصيل. فهمت قصده. ومن الغد ذهبت إلى الصربون وسجّلت في قسم اللّغة والآداب.

وانخرطتُ في الدراسة وواظبت على حضور عديد المحاضرات وحرصت على نيل شهادات في علم النفس والسّوسيولوجيا والأخلاق والفلسفة العامّة ولم اكتف بحضور دروس ريجيس بلاشير Régis Blachère وليفي بروفانسال Lévi-Provençal وانما تابعت أيضامحاضرات قيّمة في الكوليج دي فرانس Collège de France .التّعليم العربي في الصربون كان متّجها في الأصل للشّباب الفرنسي وهادفا بالخصوص إلى تكوين مستشرقين، لذلك كان المدرّسون يولون عنايتهم للطلبة الفرنسيين ويحرصون على تلقينهم أصول علم النحو والصّرف ومنهاج البحث التّاريخي، أما الطالب العربي فلم يكن يحظى بأيّ توجيه.

قراءة المزيد

الشاذلي القليبي: مسيرة في سطور
الشاذلي القليبي: خفايا وأسرار يكشفها لأوّل مرّة
الشاذلي القليبي: وقضايا حضارية وسياسية
الشاذلي القليبي:هؤلاء عرفتهم
الشاذلي القليبي :كنت سأتخرّج طبيبا
الشاذلي القليبي: كيف أصبحت مديرا للإذاعة
الشاذلي القليبي...و كتاب جديد

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.