الشاذلي القليبي: وقضايا حضارية وسياسية
"بدأنا الحديث مع الأستاذ الشاذلي القليبي بالتّساؤل عن أسباب انحسار مكارم الإسلام والقيم، وتفشّ المغالاة في التديّن، ثم انتقل الحوار إلى إيران واستعادة دورها، وأسباب الفرقة التي تضرب الوحدة العربية.
ثم عدنا إلى مطلع شبابه لنسأله عن دراسته وأسباب انعطافه نحو اللغة والآداب العربية ثم كيف وضع أوّل رجل في ركاب السياسة والدولة وأصبح مديرا عامّا للإذاعة في عبور نحو الوزارة والديوان الرئاسي، ثمّ جامعة الدول العربية.
فكانت ألغازا يفكّها لأول مرة، ولم نترك الأستاذ الشاذلي القليبي قبل أن يخصّنا بذكريات انطبعت في ذهنه عن عدد من الملوك والرؤساء العرب وغيرهم بدءا من الملك فيصل إلى الرئيس جمال عبد الناصر والعقيد معمّر القذافي والرئيس حافظ الأسد و «القائد» صدّام حسين وغيرهم... فجاءت أجوبته لتُلقِيَ الأضواء ولأوّل مرة على جوانب خفية، وتبوح بأسرار تاريخية."
الإسلام حضارة وليس عبادة فقط
لقد نهى الإسلام عن الغلوّ في العبادات والتخلّ عن المكارم وجاء الدّين الإسلامي الحنيف موصيا باعتبار الحياة الدنيوية كأنّها باقية أبدا، فيما أن الغيب كأنّه سيحِلّ غدا وبذلك نقيم التوازن بين الحضارة والعبادة. لقد نسينا التراث الأصيل وانحصرنا في الغلوّ في العبادات التي لا تكفي وحدها وقد قال الرّسول عليه الصلاة والسّلام: «جئت لأتّم مكارم الأخلاق.» ومن عوامل تفوّق الإسلام على اليهودية والمسيحية أنّه أسّس لحضارة جديدة. وقد سجّل المؤرّخون بأنّه في ظرف وجيز أنشأ الإسلام حضارة عجيبة انتمت إليها شعوب كثيرة وفي مقدّمتها الشعب الفارسي الذي ساهم مساهمة عظيمة في إنشاء ثقافة عربيّة إسلاميّة.
إيران
وذلك يفرض علينا واجبا في هذا الظرف بأن نساعد على التقارب بين دولنا العربيّة وإيران.
الوحدة العربية
سبب الفرقة في الصفّ العربي هو أنّ دولنا أعتمدت فقط العوامل السياسية في علاقاتها البينيّة وهي تفرّق وقلّما تقرّب بين الدّول. ما يمكن أن يعتمد تركيزه هو العمل الحضاري واحياء الأركان المغمورة لحضارتنا حتى لا تكون مضطرّة إلى الإقتباس، لأنّ الاقتباس، قلّ أو كثر، لا بدّ أن يدخل علينا الارتباك. ونحن إذا ما عدنا إلى التأمّل في أصول حضارتنا العربيّة الإسلامية، نكتشف أنّها لا تناقض الحداثة في شيء جوهريّ. من ذلك مثلا واجب إعمال العقل، والإجتهاد، وهو الذي يؤسّس للتعدّديّة، ويحضّ على إيجاد صيغ تطبيق مبادىء الشّورى وتطويرها بحسب مرور الزّمان وتغيّ الأوضاع. وأيضا واجب التضامن، داخل كلّ شعب وبين الشّعوب الإسلامية. والتّضامن يكون أيضا من خلال الثقافة والتعليم والبحث العلمي والتجارة والإقتصاد.
فالعوامل السياسية التي اقتصرت عليها دولنا هي مهمّة لا محالة، بينما تبقى العوامل الحضارية هي الأسس.
والوحدة ليست وحدة زعامة سياسيّة وإنما هي وحدة العمل الميداني والفعلي ووحدة الوسائل والقدرات.
قراءة المزيد
الشاذلي القليبي: مسيرة في سطور
الشاذلي القليبي: خفايا وأسرار يكشفها لأوّل مرّة
الشاذلي القليبي: وقضايا حضارية وسياسية
الشاذلي القليبي:هؤلاء عرفتهم
الشاذلي القليبي :كنت سأتخرّج طبيبا
الشاذلي القليبي: كيف أصبحت مديرا للإذاعة
الشاذلي القليبي...و كتاب جديد
- اكتب تعليق
- تعليق