عندما توثّق آسيا العتروس "محرقة العصر وصمت الضجيج" في غزّة
"بين السرد الوجداني والتحليل السياسي والتوثيق الحقوقي، تكتب آسيا العتروس فصلا من فصول» العار العالمي « وزيف قيمه وانهيار أخلاقه، بلغة تمزج بين الألم والعقل، وبين الرغبة في قول الحقيقة والإصرار على الدفاع عنها.» بهذه الكلمات قدّم سفير دولة فلسطين بتونس، رامي فاروق القدومي، الكتاب الجديد للصحافية اللامعة آسيا العتروس تحت عنوان "غزّة، محرقة العصر وصمت الضجيج"، الصادر عن دار خريّف للنشر.
وأضاف السفير أنّ "هذا العمل هو أكثر من توثيق، هو فعل مقاومة بالكلمة." ومن جهته، بيّن الكاتب والباحث والأسير الفلسطيني السابق نوّاف الزور أنّ الحاجة تتزايد لدينا يوما بعد يوم، ليس فقط إلى توثيق جرائم الحرب الصهيونية في فلسطين التي تراكمت على مدى قرون من الزمن لتشكل هولوكستا فلسطينيا خاصة بغية المطالبة بتقديم مقترفيها إلى محكمة الجنايات الدولية، وإنمّا بالأساس لأنّ هذه المهمة التوثيقية هي مهمة تاريخية، ثقافية، تربوية، تعبوية لشعوبنا وأجيالنا الراهنة والقادمة."
كتاب آسيا العتروس جاء تنديدا بحرب الإبادة، وإشادة بالمقاومة الفلسطينية، يؤرّخ للحظات حاسمة من معاناة شعب لا رفاهية له سوى الاختيار بين موت شهدائه جثّة كاملة أو أشلاء، شعب لا صورة أبشع أمامه من صورة "موت الأطفال جوعا في عالم يرقص على الجثث".
بحسّها الإنساني المرهف وقلمها الصحفي المبدع، توفّقت آسيا العتروس التي تعيش القضيّة الفلسطينية في وجدانها منذ عقود، وعايشت قياداتها، وحاورتهم، في تسجيل وقائع لا يمكن دحضها، وتعرية فضائع الإبادة ووقاحة الجبّارين. ولئن تؤكّد أنّ الكيان الصهيوني الذي يتظاهر بقبول الهدنة، لن يتوانى عن خلق الأعذار لإعادة اشعال المحرقة، فهي راسخة الإيمان بأنّ ملاحقة مجرمي الحرب لن تتوقف.
كتاب رائع بصدقه، ثريّ بشهاداته، مؤثر بأوجاعه، ومحفّز بآماله. وهو كما قال السفير رامي فاروق القدومي: "شهادة ومرافعة ومرآة وقنديل يضاء في عتمة التخلّي عن حق الشعوب المضطهدة وخاصة تخلّي ذوي القربى. هو كتاب لا يقرأ فحسب، بل يقاوم به ويستشهد به".
- اكتب تعليق
- تعليق