وعاد توني بلير وعوده ليس بالأحمد

بقلم محمد ابراهيم الحصايري - سيء الذكر توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عاد هذه الأيام، وليس عوده بالأحمد، إلى الظهور من جديد، حيث عقد الرئيس الأمريكي غريب الأطوار دونالد ترامب يوم الأربعاء 27 أوت 2025، اجتماعا معه ومع جاريد كوشنير "سمسار صفقة القرن" ومهندس اتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية المعروفة بالاتفاقيات الابراهيمية التي يجري العمل على قدم وساق من أجل تعزيزها وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الدول العربية وربما الإسلامية...

هذا الاجتماع تناول بالبحث مستقبل قطاع غزة والخطة التي شارك "معهد توني بلير" (تي بي آي) في إعدادها مع "مجموعة بوسطن الاستشارية" الأمريكية (بي سي جي) وعدد من من رجال الأعمال الإسرائيليين، لما سمي باليوم التالي، أو ما بعد نهاية حرب الإبادة الوحشية المتواصلة على غزة منذ ثلاثة وعشرين شهرا.

للتذكير فقط، سيء الذكر توني بلير هذا كان أسرع من اصطف مع الولايات المتحدة في الحرب التي شنتها على أفغانستان مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي ستحل ذكراها بعد أيام قليلة، وقد استحق على ذلك "ميدالية الكونغرس الذهبية" لأنه كان حليفا متحمسا وحازما للولايات المتحدة، في هذه الحرب...

وسنة 2003، اندفع إلى إرسال 46 ألف جندي بريطاني للمشاركة الى جانب الولايات المتحدة، في غزو العراق، وقد كان هذا الاندفاع وراء تسميته الساخرة بـ"كُلَيْبِ بوش" (caniche de Bush)، لكنه، في المقابل، جوزي على تحالفه غير المشروط مع الولايات المتحدة بتعيينه، في نفس اليوم الذي استقال فيه من رئاسة الحكومة البريطانية، مبعوثا للجنة الرباعية المكلفة بمتابعة تنفيذ خريطة الطريق وتسوية القضية الفلسطينية.

ويبدو أن السنوات الطويلة التي قضاها في الاضطلاع بهذه المهمة قادته إلى الاقتناع بأن هذه التسوية لا يمكن أن تكون جذرية ونهائية إلا بالاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية...  وذلك تكملة للدور الذي دأبت بريطانيا على القيام به، طيلة أكثر من قرن، أي منذ صدور وعد بلفور وحتى قبله إلى اليوم...

محمد إبراهيم الحصايري