لنكسر الصمت، لننهي العنف
العنف ضد النساء والفتيات لا يعرف حدودًا ولا استثناءات.
على الرغم من الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم، لم تتمكن أي دولة حتى اليوم من القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي. فعلى مستوى العالم، تُقتل امرأة كل 11 دقيقة، ما يعني 133 ضحية يوميًا. هذه الأرقام المروّعة تؤكد ضرورة التحرك المستمر بلا هوادة.في إطار حملة 16 يومًا ضد العنف المسلط على النساء والفتيات، تجدد بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس التزامها بهذه القضية من خلال تنظيم تظاهرة بالشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA). سلطت هذه الفعالية الضوء على الدور الأساسي للفن في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال عرضين مؤثرين ومتكاملين، تبعهما نقاش معمق.العرض الأول، بعنوان "حتى يجي دورك"، من إخراج محمد سعيّد، يوثّق تجربة ورشة مسرح المنتدى التي تناولت موضوع العنف الرقمي، تحت إشراف رؤوف بن يغلان. أُقيمت هذه الورشة بالشراكة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان في إطار برنامج آمنة، الذي ينفذه صندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من الاتحاد الأوروبي. عمل يهدف إلى خلق مساحة للتأمل والحوار الجماعي، مما يُمكّن المشاركين والمشاركات من ابتكار حلول عملية لمواجهة العنف الرقمي، مع تسليط الضوء على أصوات الضحايا وتعزيز وعي المجتمعات وتحفيزها نحو التغيير الإيجابي.
الفيلم القصير الثاني، بعنوان "ما وراء الواقع"، من إخراج بشير زيّان، يقدم تجربة سينمائية غامرة تترك أثرًا عميقًا. بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، يروي الفيلم قصة حياة، امرأة تواجه أشكالًا متعددة من العنف: الجسدي، الجنسي، النفسي، والرقمي. يهدف هذا العمل الفني إلى حث الجمهور على الغوص في واقع العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما يسهم في تعزيز الوعي العاطفي وإثارة التفاعل مع هذه القضية.تجتمع هذه الأعمال الفنية في رسالة موحدة ترتكز على كسر حاجز الصمت، تسليط الضوء على أصوات الضحاياوتحفيز الجهود الجماعية لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي بفاعلية وتأثير.
اختتمت هذه التظاهرة بحوار جمع خبيرات، فنانات وفنانين، وممثلات عن المجتمع المدني، حول الدور الحيوي للفن في كسر الصمت، تفكيك الصور النمطية وبناء شراكات استراتيجية لأجل تغيير مستدام.
يدعم هذه المبادرة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء: إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا،البرتغال، بلغاريا، بلجيكا، بولندا، جمهورية التشيك، رومانيا، السويد،فرنسا، فنلندا، مالطا، النمسا، هولندا واليونان. ويجددون التزامهم بالعمل جنبًا إلى جنب مع تونس لإنهاء جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
- اكتب تعليق
- تعليق