خليل قويعة في كتابه الطبيعة في الفن: مدينة الهوارية بالوطن القبلي فتحت له باب الفكر العالمي
بقلم د.رضا القلال - هل يتصدّر أ.د خليل قويعة كوكبة الباحثين العرب في البحث عن العلاقة بين الطبيعة والفن والايكولوجيا، بصدور كتابه عن منشورات "لارماتّون" الفرنسية، "الطبيعة في الفن- الصّورة والمادة" بطريقة الإنشائيّة الذّاتيّة، أفريل 2024؟
خليل قويعة عاش في تونس وأحاط بتاريخها وثقافتها، ملتزم تجاه وطنه وأهله وطلبته وأصدقائه، وعايش الغرب ولامس روحه، وتفتحت معارفه على تجارب أوروبية طلائعية. وهو باحث تولوزي (نسبة إلى مدينة تولوز الفرنسية) منذ زمن في أحد مخابرها (مخبر Lara-Seppia) الذي يختص بالدّراسات والممارسات في الإنشائيّة والبيئة والسّمعي- البصري. والرجل حائز على الإجازة في الفلسفة من جامعة تونس، وعلى شهادة الدراسات المعمّقة في تاريخ الفن الحديث، وعلى دكتوراه أولى من جامعة تونس (علوم وتقنيات الفنون، اختصاص نظريات الفنون وتاريخ الفن)، ودكتوراه ثانية من جامعة تولوز (فنون بصريّة). وهو إلى جانب ذلك، فنان تشكيلي، وقد سبق أن اشتغل بالإعلام الثقافي في مختلف محامله (صحافة مكتوبة وإلكترونية، وإذاعة وتلفزيون). شغل خطّة رئيس تحرير مجلة "فنون" لفترة قاربت العشر سنوات، والصادرة عن وزارة الشؤون الثقافية. كما ساهم في تأسيس عديد المهرجانات الفنيّة بالبلاد بالمحرس وسوسة ونابل، وترأس أيضا الرابطة التونسيّة للفنون التشكيليّة لمدّة خمس سنوات، بعد أن ساهم في تأسيسها رفقة لفيف من زملائه الفنانين بغرض خدمة قطاع الفنون والتعريف بالمنجز الفني التونسي... وهو في ذات الوقت كاتب أكاديمي، وباحث في الفنون والعلوم الإنسانية، وهو اليوم أستاذ ومؤطّر في الجماليات ونظريات الفن وسيميولوجيا الصورة بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس، ويقضي وقته يقرأ ويحاضر ويؤلف ويشارك في المعارض وينظمها، كما يدير الندوات والملتقيات.
والأهم من كل ذلك يدين له الجميع بتفوقه في أوساط المثقفين والأكاديميين والصحفيين، وبامتيازه بسعة دائرته العلميه، وولعه بالمعرفة. ويكفي أن نقول أن شهرة الرجل طبقت الآفاق، واسمه كما مشاريعه، ذاعت ذيوعا واسعا في تونس والمغرب العربي وفرنسا والخليج العربي. وسأحاول أن أتقاسم مع القارئ، من خلال ورقة تضع ضمن غاياتها، لذة الاطلاع على الكتاب، دون أن أصرف عنه متعة مطالعته.
محمود الفرياني الصفاقسي وجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الدّراسات النقديّة
خليل قويعة دفع بحشد من الكتب إلى المطابع، صدر له تشكيل الرؤية (2007)، وعمارة الرؤية (2007) بتونس، وبنية الذائقة وسلطة النموذج (عن دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة، 2013) ، نال عنه جائزة النقد الفني بالشارقة في الإمارات العربية المتحدة. وله أيضا العمل الفني وتحولاته بين النّظر والنظرية، محاولة في إنشائية النّظر (2018) عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات، بيروت-الدّوحة، ومسار التحديث في الفنون التشكيلية، من الأرسومة إلى اللوحة (2020). هذا الكتاب فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في الفنون والدراسات النقدية التي وزّعت بمناسبة معرض أبوظبي للكتاب سنة2021.
ماذا تقول الفكرة التي حصل بها عن هذه الجائزة؟
لقد فنّد أ.د خليل قويعة الفكرة الرّائجة التي مفادها أن تاريخ الفن بتونس أو بالعالم العربي قد أتت به السّياسات الاستعماريّة، أو أنه مستورد. وقاوم هذه النظرية التي يقول بها الكثير من المؤرخين والمفكرين. وانخرط في فكرة جديدة أكّد فيها من خلال عدسة التاريخ، وإن اعتمد على مدرسة صفاقس للأرسومات الزّجاجيّة وخاصّة منذ النّصف الثاني للقرن التاسع عشر، أن الفن التشكيلي والبصري كان قائما في تونس قبل قدوم الاحتلال. والدليل عنده هو أن محمود الفرياني الصفاقسي ورفاقه كانوا يرسمون على البلور، قبل قبضة الاحتلال على الوطن (1881). وكانوا يرسمون التراث الشفوي الحكائي، والتراث السردي الأسطوري لعنتر وعبلة، وحكايات الجازية الهلالية، وسيدي علي وراس الغول، وأبو زيد الهلالي. وقد عملوا على تحويل هذا التراث من المدوّنة الشّفويّة إلى المدوّنة التصويريّة... هذه التيمات قد وقع تصويرها على البلور، وأصبحت زخارف وديكور للبيت التونسي، كما في دكّان الحلاق والعطار وفي مجالس العدول... وهناك تجارب حداثية انطلقت من مدوّنة هذه الأرسومات الزجاجيّة وقد تأثر بها بعض روّاد التّحديث الفنّي مثل الفنان علي بالآغا أو كذلك علي ناصف الطرابلسي وعادل مقديش، ومحمد الفندري....
الى جانب ذلك أشرف أ.د خليل قويعة على إصدار بعض الكتب الفنية العلمية بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بقرطاج «بيت الحكمة»، منها كتاب عن الرّسام العميد علي بن سالم والكتاب الضخم الخط العربي بين العبارة التشكيليّة والمنظومات التّواصليّة، وساهم في تحرير الموسوعة التونسية.
-1-
كتاب الطبيعة في الفن- الصّورة والمادّة (2024) بالفرنسيّة، قدّم له الأستاذ السّوربوني المتميّز في الفلسفة دومينيك شاتو Dominique Chateau، ولقد اشتمل على 284 صفحة، عزّزه بمعادلات رياضية، و55 لوحة، و145 مرجعا علميا من المصادر الفرنسية والانجليزية، و300 سؤال، و6 علوم بينية أو علوم متداخلة، ما بين علوم الإنسان وعلوم الطبيعة والحياة. والسؤال مفتاح باب المعرفة وركيزة البحوث الجادة التي تروم الوصول إلى الحقيقة، وقديما قال أبوعمرو الجاحظ: "الشك طريق اليقين". ولو لم تكن (لماذا) لما اكتشف نيوتن قانون الجاذبية. إنها الحيرة العلمية التي تدفع إلى طرح السؤال. لقد نضج الكتاب في ذهن مؤلفه فجاء سليما من البرودة الأكاديمية البحثية، لأنه كتب ببيان فرنسي عال وأسلوب رشيق.
التخصصات المتعدّدة مقاربة جديدة في الأوساط الأكاديميّة تضيء مقوّمات الحياة على الأرض من خلال الفن وتتأسّس على النّقديّة ما بعد الحداثيّة
أدار المؤلف كتابه على ثلاثة فصول، ومقدمة وخاتمة. والكتاب – بالإيجاز المفيد- تفكير في علاقتنا بالطبيعة، وكيف يمكن أن تكون؟ وللمسألة بعد إيكولوجي من أجل نقد الحداثة التي غرّبت الانسان عن الطبيعة، وصيّرته "سيّد الطبيعة ومالكها" كما يقول ديكارت. نحن الآن فيما بعد الحداثة، وهناك تراجع، فالإنسان لم يعد مهيمنا على الطبيعة، ولم يعد يستثمر ثراوتها لقضاء مصالحه الآنية. لقد أصبح هناك تفكير في الاستدامة، والاستعادة البيئيّة، وغير ذلك من المفردات والمفاهيم التي تتطلّب أن يعود الانسان إلى "أمّه الطبيعة"، وأن يستفيد من الذّكاء الطبيعي حتى يقيم حياته على هذا الأساس.
وقد قام أ.د خليل قويعة ببعض التجارب الفنية، وأثمرت وجهة نظر فلسفية وعلمية. ويبدو أنه راهن في هذا الكتاب على المقاربة البينيّة (تعدد الاختصاصات)، أو ما يعرف بالعلوم البينية أو المجاورة، فيها الفني الجمالي والإنشائي، فيها الفلسفي، فيها البيولوجي، وفيها الرياضي والفيزيائي. ألم يقل المؤرخ المغربي عبد الله العروي: "إذا كنت مؤرخا فقط، فأنت مؤرخ سيئ" في إشارة إلى أهمية الاستعانة بالعلوم الأخرى للاشتغال على التاريخ، وفي مقدمتها الفلسفة والأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا وغير ذلك. مقاربات متعددة تؤكد ضرورة عودة الإنسان إلى الطبيعة، والاستلهام منها في حياته، انطلاقا من دراسة الأنظمة الحيوية éco-systèmes. هذه التجارب الفنية التي أنجزها الباحث خليل قويعة، كانت في أوّل خطواتها بصخور الهوارية وكهوفها في جهة الوطن القبلي شمال شرق البلاد التونسية. والهوارية موقع طبيعي جميل على البحر وأثري ساحر، أخذت منه قرطاج الحجارة لتبني عاصمتها "قرط حدشت"، أي المدينة الجديدة. والهواريّة، أيضا، موقع يحتاج اليوم إلى الكثير من التّثمين والاستثمار الثقافي والسّياحي، وهو يقصّ علينا حكاية نشأته منذ آلاف السّنين والتّحوّلات الجيولوجيّة التي مرّ بها. موقع يملك مقومات المنظومة الحيوية، وقد وجد فيه الباحث مقومات المكان الذي يمكن أن يقدم فيه أعماله في "فن المكان" و"فن الأرض"، حتى يقوم ببعض الأبحاث التي أصبحت فيها بعد نصوصا إنشائية.
وله تجربة أخرى في لوحة فنية نباتية مزروعة، ألوانها نباتات وسطحها من تراب حقيقي، وهناك أيضا حضور للنّمل والحشرات والعصافير وكل مظاهر المنظومة الحيّة... وقد حوّل هذه اللوحة على المستوى الرّمزي من طبيعة إلى ثقافة، وأكد فيها أن الفن والطبيعة في مصالحة، وليس في خلاف كما كان في عصر الحداثة مع ديكارت ثمّ هيغل الذي قال برفعة الفنّ على الطّبيعة.
وقد استثمر الباحث معرفيا هذه التجارب ووظف الأنثروبولوجيا والتاريخ والجيولوجيا والبيو- آرت، وفن الأرض land-art، وفن المكان art in situ، لأنها تتظافر كلها في منظومة الفن المعاصر، لتأكيد أطروحة المصالحة أو الانسجام بين الانسان والطبيعة. ويقر أ.د خليل قويعة أن الانسان ليس له مصير آخر، سوى أن يجد نفسه بين تثقيف الأرض (agriculture) وتثقيف الفكر(culture).
كتاب في الفن المعاصر وخطاباته وأسئلته، اعتمادا على مراجعات فلسفيّة.... إذا لم يكن هناك اعتراف، فلا تكون هناك معرفة
لا شك أن الكتاب طرح فنّي طريف ومائز، ولا تكمن أهميته في العرض فقط، بل في المراكمة التأويلية والحصاد المعرفي، بتوظيف عديد النظريات تخص علوم الأرض وعلوم النبات. وتجدر الإشارة إلى أن العمل بقاعدة التخصّصات المتعدّدة Interdisciplinarité مقاربة جديدة في العالم العربي، تكرّس وحدة العلم والمعرفة، في زمن تتزاحم فيه سيول من المعارف. ومؤلف الكتاب بهذه الصيغة، يريد الرجوع إلى الطبيعة، ليس لاستغلالها وتدميرها وتلويثها، إنما للاستفادة من حكمتها. وهذا اتجاه في نقد الحداثة، وفي اتجاه ما بعد حداثة أخرى، ليست في صراع وليست ضد الطبيعة وليست ضد حيوية الحياة.
هذا الكتاب يتميّز بأنه حاول أن يبني بحثه، من الفصل الأول إلى الفصل الثالث، بالاعتماد على منهج بحثي متشابك، نجح فيه المؤلف في ذلك، بالاعتماد على خليل قويعة الفنان التشكيلي، وخليل قويعة الباحث الأكاديمي. وهو من الكتب الفلسفية الفنية التي تحفل بها الجامعة لأوّل مرّة. وما أراد أن يقوله المؤلف، على صعيد آخر، هو أن الحضارة الاستهلاكية محلّ اتهام اليوم، وأن العولمة، والأسلوب الليبرالي الغربي/ الأمريكي، دمّرت علاقتنا بالطبيعة. وأصبحنا نبحث عن الإحياء الايكولوجي، والاستدامة، وماذا سنترك للأجيال القادمة، في ظل ما يقع إلى غير ذلك من الرهانات التي يلمّح لها. وهو في هذا العمل انطلق من إنشائية تفسّر مراحل نشأة العمل الفني، ولكن تراهن من داخل منظومة الفن المعاصر على العودة إلى الطبيعة والمصالحة معها، وهنا ظهر شيئا فشيئا الرهان الإيكولوجي. وفي هذا الكتاب يتحدث أد. خليل قويعة عن الإنشائية التي يدرّسها منذ 25 سنة في الجامعة التونسية، وأصبحت نصوصه معتمدة في الجامعات العربية في المسألة الإنشائية. ويكفي أن نذكر بمؤلفه الموسوم بـ العمل الفنّي وتحوّلاته بين النّظر والنظريّة، محاولة في إنشائيّة النّظر أو بالدّرس الافتتاحي الذي قدّمه مؤخّرا (أكتوبر 2024) بجامعة القيروان، المعهد العالي للفنون، حول مفهوم "الإنشائيّة المفتوحة، بين مشروع العمل وموضوع النّظر"...
-2-
مساحات زاخرة بالأفكار النّضرة
"الطبيعة في الفن" مقاربة قدّمها أد. خليل قويعة بلغة موليار وهيغو، وبذلك يعود إلى الكتابة باللغة الفرنسية بعد ثلاثة عقود كاملة. ففي آخر التسعينيات من القرن العشرين، أقنعه كلّ من الأستاذين المرموقين المنجي الشملي والناقد توفيق بكار، وهما من رموز الجامعة التّونسيّة، بالتأليف باللغة العربية دعما لحركة النقد في تونس والعالم العربي. ويبدو أن هذه التجربة الطويلة أثبتت له أن الكتابة بلغتنا لا يبني عليها أصحابها الجامعيون التراكم المعرفي، بل التراكم الإقصائي، وهو عين ما كان قد نبّهه إليه أستاذ فلسفة أرسطو بالجامعة التونسيّة، بل من الرّعيل الأوّل في مجال الفلسفة بجامعة تونس، وهو عبد المجيد الغنوشي الذي شجّعه على الكتابة بالفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربيّة. وبالرغم من أنه أصدر عديد المؤلفات، وكتبت عنه المقالات، ونال الجوائز العالمية، ودخلت أفكاره ونظرياته في برامج الجامعة، إلاّ أن كتبه بالعربية لم تقرأ بما يكفي، وبقيت الجامعة غير مهيأة لاستيعاب، الآخر. ولهذا عاد ليكتب باللغة الفرنسية، ليخاطب شعوبا أخرى، قد تكون فيها منظومة علامات وإشارات وخطاب آخر. فإذا ليس هناك اعتراف، ليست هناك معرفة، وإذا استمرت عقلية "الدّكاكين"، كل في اختصاصه، لا يتزحزح، و"مهزلة" اللامبالاة في الجامعة أو في الوسط الثقافي، فذلك لا يؤسس لا لثقافة ولا لحضارة، ولا الانخراط في المعترك التاريخي العالمي. ولا معرفة ناجعة وخلاّقة دون مواكبة أحوال الإنسان، وشروط الحياة على هذه الأرض، التي أصابتها الكوارث البيئيّة والسّياسية فأفسدت فيها شروط الوجود الإنساني الخلاّق، ومنظومات القيم الكونيّة. ولقد أصبح من أهمّ رهانات الفن والمعرفة الجماليّة الدّفاع عن حيويّة الحياة وطبيعيّة الطبيعة ومديـنيّة المدينة وإنسانيّة الإنسان، وإعلاء قيم السّلم والبيئة والحرية.
ونتوقف في الختام لنسجّل أن الأسئلة الغزيرة التي تخترق النص، يصعب معها أن يكون هذا الكتاب بحثا تاما، ونتيجة جاهزة، وإنما هو مساحات زاخرة بالأفكار النّضرة، أو توليفة فكرية للاستقراء والتأمل تحرّض الذهن على الاستبصار تارة، مثلما تغري المخيلة بالانطلاق نحو عالم الخلق والابداع، وقد درج المؤلف أن يختم مقالاته بعبارة "والبحث مستمر" أو "النّظر مستمر"...
على أنّه لا بدّ من التّوضيح بأن المسألة تعود إلى كيفيّة رصد حضور الطبيعة في الفن، ذاته. إذ أنّ قيمة الطرح ليست في مجرّد العودة الى مادّة الطّبيعة ومنظوماتها الحيويّة، بل في طريقة جعلها مرتكزا إبداعيّا يطرح أسئلة الإنسان الرّاهن من خلال الفن: ايّ حضور ملائم لإنسانيّة الإنسان؟ أهو في طبيعيّة الطّبيعة أم في تصويريّة الفن؟
وفي هذا السياق يقول الباحث الفرنسي في علم اجتماع الفن، في تقديمه لهذا الكتاب د. برنارد ترودBernard Troude، بمجلّة ليدرز الفرنسية(ماي 2024): "إن الموقع الذي يتجذّر فيه هذا الشعور لدى المؤلف ليس الطبيعة في حد ذاتها، بل العمل الفنّي، ولا سيما اللّوحة التي يعمل فيها كمدقّـق للوجدانات الإنسانيّة في نماذجه التشكيليّة البارزة. وهكذا، فليست دعوة الطّبيعة على نحو مستمرّ، بل وليس الاحتكام الرّمزي إليها، هو ما يحدّد أصالة هذا الفنان الفيلسوف". فما يحدّد أصالة كلّ من الفن والفلسفة إنّما هو فيما يطرح المؤلّف في العمل الفنّي وما يستدرجه إنشائيّا وتأويليّا".
وإلى هذا الحدّ، يبدو أنّ أجمل مصير لهذا الكتاب هو أن يبقى هذا الأخير رهينة بين يدي قارئه، منفتحا على آفاق خصبة من الفهم وما يتيحه التّمثل الفلسفي من رؤى تخصّ مسألة كيف تعيش الطّبيعة في الفن ما بين صورتها الذي يخترعها الذّهن البشري، وبين مادّتها الملموسة على الأرض!
د.رضا القلال
مؤرخ وكاتب صحفي
- اكتب تعليق
- تعليق